هل يأمل ترامب نجاداً آخر في طهران؟
بينما كان ترامب يتسلم منصبه في واشنطن كان الناس ووسائل الإعلام في إيران يصبون كل اهتمامهم على إزالة حطام انهيار مبنى بلاسكو المؤلف من 17 طابقاً، ونتيجة لذلك أولوا على الأرجح انتباهاً أقل من المتوقَّع لرحيل أوباما من البيت الأبيض.كتبت صحيفة كيهان المحافظة المتشددة: "تثير دعوة قادة النظام الصهيوني (الإسرائيلي) إلى حفل تسلُّم الرئاسة السؤال: ما مدى صحة شعار بداية حقبة جديدة في الولايات المتحدة؟ لا أحد يعلم ما السياسة التي سيتبعها ترامب بعد انتقاله إلى البيت الأبيض وما إذا كان سيفي بوعوده"."ولكن لا بد من الإشارة إلى أن كثيرين توقعوا رياح التغيير في عهد أوباما كرئيس مختلف، إلا أننا لم نسمع خلال السنوات الثماني الماضية أي أخبار عن التغيير وكان لأوباما الطبيعة ذاتها كما الرؤساء الأميركيين السابقين"، حسبما تضيف كيهان، مشيرةً إلى المصلحين الإيرانيين الذين يعتقدون أن المسائل التي تعرقل العلاقة الإيرانية-الأميركية كان يجب أن تُحل قبل مغادرة أوباما البيت الأبيض.
على نحو مماثل تصف صحيفة "وطن أمروز" ترامب بـ"الأميركي القديم"، متابعةً أنه "أتى متأخراً لإنقاذ محبوبته الولايات المتحدة، بخلاف قصص أفلام هوليوود، كذلك بدأ عهده الرئاسي في البيت الأبيض وهو يضع ربطة عنق صينية خلال حفل تسلّمه منصبه، رغم تهديداته للصين".بعد الإشارة إلى المسائل العالقة التي ما زالت تحيط بخطة العمل الشاملة المشتركة، كتب المحلل البارز في مجال السياسة الخارجية داود هرمیداس باوند في صحيفة آرمان الإصلاحية: "من غير المرجح أن يتخذ ترامب أي قرارات لإلغاء الصفقة النووية".يضيف هرميداس باوند، محذراً من اعتماد إيران على روسيا خلال عهد ترامب: "نسمع بعض التعليقات عن الإدارة الأميركية الجديدة، وخصوصاً من معارضي حكومة الرئيس حسن روحاني، ولكن لا ضرورة للتعبير عن مسائل مماثلة. لا يسعنا تجاهل الولايات المتحدة والاكتفاء بالإعراب عن التفاؤل حيال علاقتنا مع روسيا، إذ يسعى الروس لتحقيق مصالحهم الوطنية الخاصة، لذلك سيحاولون استغلال ترامب إلى أقصى حد ممكن، لكننا لا نستطيع أن نأمل أن تتبع روسيا دوماً سياسة تنسجم مع سياستنا في المنطقة". أما صحيفة "الشرق" اليومية الإصلاحية، فتكتب: "يجب أن ندعو عهد ترامب حالة ترامب الغريبة، فكل ما فيه غريب وخارج عن المألوف، ورغم ذلك حقق نجاحاً كبيراً حتى اليوم".تضيف هذه الصحيفة الإصلاحية، ملمحةً إلى الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد: "ولكن مَن يعلم ما سيحدث في النهاية، ربما يجب أن يترجم أحد المثل الإيراني القائل "العبرة في الخواتيم"، ولا شك أن سلوك ترامب، ومقاييسه، وتصرفاته التي تخرج عن المألوف، تذكرنا بشخص مميز وغريب الأطوار في إيران".لكن محلِّل السياسة الخارجية مهدي مطهرنيا يحذّر صانعي السياسات الأميركية من الانجرار إلى لعبة ترامب، فقد أخبر صحيفة "وقايع اتفاقية" الإصلاحية: "يبحث ترامب عن ترامب آخر في طهران في انتخابات مايو 2017 الرئاسية المقبلة كي تعمد إيران نفسها إلى تمزيق خطة العمل الشاملة المشتركة. فماذا تكون النتيجة؟ ائتلاف دولي جديد ضد إيران".يتابع موضحاً: "إذا مُنحت مسؤولية قيادة البلد إليه (الرئيس الحالي روحاني)، فهو يتقن جيداً التحكّم في اللعبة بين عامَي 2017 و2021 والسبيل الأفضل إلى رفع مكانة طهران إلى مستوى الدول المهمة والكبرى في العالم".* روح الله فقيهي* «المونيتور»