في هجوم هو الأول من نوعه منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، قتل 41 من مسلحي تنظيم القاعدة و16 مدنيا هم ثماني نساء وثمانية أطفال في هجوم أميركي استهدف فجر أمس مجموعة منازل وابنيه في محافظة البيضاء وسط اليمن بطائرات من دون طيار ومروحيات قتالية وتخلله إنزال لعناصر قتالية على الأرض، وأسفر عن مقتل جندي أميركي.

وأفادت مصادر محلية وقبلية بأن طائرات من دون طيار ومروحيات «أباتشي» وجهت فجرا ضربات إلى مجموعة من المنازل التابعة لثلاثة زعماء قبليين على صلة بتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في مقاطعة يكلا بمحافظة البيضاء التي تخضع أغلب مناطقها لسيطرة الميليشيات الحوثية المتمردة.

Ad

وقال مسؤول محلي إن «الهجوم استهدف مدرسة ومسجدا ومنشأة طبية يستخدمها المسلحون الجهاديون في المنطقة الخاضعة لسيطرة مجموعة قبلية محلية».

وتحدثت مصادر قبلية عن وجود مقاتلين سعوديين ومصريين بين قتلى التنظيم المتشدد، وعن عملية إنزال أميركية لقوات «كوماندوس» في الهجوم.

وأكد المسؤول المحلي والمصادر القبلية أن الزعماء القبليين الثلاثة قتلوا في الهجوم، وهم عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان الذهب وسيف الجوفي. وقتل في السابق شقيقان لعبدالرؤوف وسلطان الذهب في غارات نفذتها طائرات من دون طيار.

وذكر المسؤول أن قائد مجموعات التنظيم المتطرف في المنطقة ويدعى أبوبرزان قتل في الاشتباك.

وأوضح مصدر قبلي أن الهجوم استمر لنحو 45 دقيقة وتخللته مواجهة مع عناصر التنظيم المسلح الذين «قاوموا الهجوم الأميركي عبر إطلاق النيران من أسلحتهم الرشاشة».

من جهته، أفاد الجيش الأميركي بمقتل أحد جنوده وإصابة 3 في الهجوم على يكلا.

ونقلت تقارير عن القيادة المركزية الأميركية القول بأن جنديا آخر أصيب خلال «هبوط اضطراري» في موقع قريب من منطقة الهجوم الذي تم بمشاركة عشرات الجنود.

وبحسب سكان في المنطقة، يدير تنظيم «القاعدة» معسكرين في يكلا وهي منطقة جبلية يصعب الوصول إليها، وتقع على مقربة من رداع التي تعتبر ملاذا للجهاديين منذ سنوات.

ابنة العولقي

ولاحقا، أعلن أحد أفراد عائلة الأميركي اليمني أنور العولقي الذي قتل في غارة أميركية في عام 2011 أن ابنة الإمام المتشدد قتلت في الهجوم الأميركي على البيضاء.

وقال المصدر إن «نورة، ابنة العولقي والبالغة من العمر 8 أعوام، قتلت في الهجوم في يكلا، حيث كانت تعيش في منزل خالها» وهو أحد أفراد عائلة الذهب. وأنور العولقي، أحد أبرز قيادات «القاعدة»، قتل في غارة أميركية سبتمبر 2011 بين منطقتي مأرب والجوف الواقعتين شرق وشمال العاصمة صنعاء. وبعد نحو أسبوعين، قتل عبدالرحمن العولقي، أحد أبناء الإمام المتشدد، في غارات في قرية عزان بمحافظة شبوة جنوب شرق البلاد.

إلى ذلك، قتل 90 من المتمردين الحوثيين و19 جنديا يمنيا في معارك جديدة شهدتها مدينة المخا ومناطق محيطة بها على البحر الأحمر جنوب غرب اليمن في الساعات الـ 24 الماضية.

وأوضحت المصادر أن المواجهات بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها تخللتها حملة قصف جوي عنيفة شنتها طائرات التحالف العربي دعما للقوات الحكومية.

اشتباك حدودي

في موازاة ذلك، قُتل 8 عناصر من الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح، وأصيب عدد آخر في قصف مدفعي للقوات السعودية المشتركة أثناء محاولتهم الاقتراب من خط التماس قبالة قطاع الحرث.

ودمر طيران التحالف مخزنا للذخيرة على تخوم مديرية حرض التي تسيطر القوات الداعمة للشرعية عليها، بعد أن تراجع الانقلابيون أكثر من 40 كيلومترا في العمق اليمني، فيما يواصل الجيش والمقاومة تمشيط الأحياء الشمالية من مديرية حرض، كما تعمل الفرق الهندسية على نزع وتفكيك حقول الألغام.