حروب للهيمنة على النفط والطاقة (2-3)
في الحلقة الثانية من مقال حروب للهيمنة على النفط والطاقة، سأتطرق إلى مرحلة مهمة جداً عقب انهيار الاتحاد السوفياتي في 21 ديسمبر 1991، وانفصلت عنه أقاليم ودول، ورأى ساسة الغرب حينها أن أحد القطبين قد زال وبقي العالم يعتمد على قطب واحد... ولكن الحقيقة أن هناك أعمدة مازالت قائمة تدور من حولها أفلاك ومحاور لها شأن في القوة والمال بعد عقدين ونصف من الانهيار السوفياتي، شمخ القطب الصيني وعادت روسيا بقطب قوي، كما أن الاتحاد الأوروبي قطب له شأن كبير... وعادت الصراعات الدولية من أجل النفط... رقعة الشطرج يحركها أربعة لاعبين:1 - الولايات المتحدة الأميركية.
2 - الاتحاد الأوروبي.3 - اليابان.4 - الصين.وتأتي القدرات الاقتصادية والعلمية والعسكرية... وروسيا ما زالت ممسكة بهذه القدرات... احتياطات النفط المكتشفة في العالم، تتجاوز 142 مليار طن، منها 92.5 مليار طن، وتشكل 65% تكمن في دول الشرق الأوسط المعرضة للتقسيمات، بل للتفتيت لكي تنخفض أصواتها ويقل شأنها... والذين خططوا لوضع خريطة جديدة للشرق الأوسط وتقسيمه كما حدث لمخطط سايس بيكو، وأشد من ذلك إلى كونتينات ودويلات صغيرة هم:1 - زيغيو بريجنسكي.2 - برنارد لويس. 3 - رالف بيترز.4 - شمعون بيريز.الأول بريجنسكي: قال إن الشرق الأوسط مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة يجمعها إطار إقليمي... فسوف يكون هناك شرق أوسط مكون من جماعات عرقية مختلفة على أساس مبدأ الدولة، تتحول إلى كونتينات طائفية عرقية يجمعها إطار إقليمي كونفدرالي... وهنا تعيش إسرائيل في أمان واستقرار، ما ذكر آنفاً مأخوذ من كتاب (بين جيلين).الثاني: برنارد لويس:وهو مستشرق متخصص في الشؤون الإسلامية... قدم مشروعاً لتقسيم الشرق الأوسط والوطن العربي على أساس من الأعراق والديانات... وقال في وكالة الإعلام الأميركية في 20/5/2005 إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم، فسيفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات.ثالثا: رالف بيترز: وهو جنرال متقاعد من القوات العسكرية الأميركية، خطط لتقسيم العالم العربي وفق الأعراق والديانات. من أقواله: إن أكثر الحدود جوراً وعشوائية هي تلك التي رسمها في إفريقيا والشرق الأوسط تشرتشل، ونادي بتقسيم العراق إلى ديانات ومذاهب وأعراق... ورسم خرائط التقسيم كما رسمها برنارد لويس.رابعا: شمعون بيريز: قال في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» مؤيداً كُتاب المخابرات الأميركية في تقسيم الشرق الأوسط وتفكيك الدول العربية لتطمئن إسرائيل على احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتدوم في هذا الوضع المتذبذب... كما أنه قال عندما سئل عن حدود إسرائيل: «إننا لم نأت لوضعنا في أسوار كمسجونين. وعندما سئل من أين أتيتم قال من بولونيا... وقال إن العرب لا يستحقون العيش لأنهم لم يساهموا في إنجازات حضارية».نأتي بعد ذلك إلى النفط المسبب لهذه الصراعات وإضرام الحروب بين العرب والعرب، والمسلمين والمسلمين.. الولايات المتحدة الأميركية من كبار المستهلكين والمنتجين للنفط، تنتج من أراضيها نصف احتياجاتها 450 مليون طن سنويا... ما يعادل 6.5 ملايين برميل يوميا، وتستورد 13.12 % من استهلاكها بواقع 100 مليون طن سنوياً من دول الخليج العربية، وتستورد 38 % من احتياجاتها من دول أميركا اللاتينية، ضمنها المكسيك 19 % وفنزويلا 15 % ومن كندا 16 % ومن السعودية 16 % والعراق 7 % ومن الكويت 3 % ومن إفريقيا 5 % ومن بريطانيا 3.5 %، ويستخرج من النفط العالمي في اليوم 75 مليون برميل تنتج السعودية من 8 إلى 11 مليون برميل، وتنتج روسيا 7 ملايين برميل إلى 9... والولايات المتحدة 6.5، وإيران 3.9 إلى 4.5، والصين 3.2، والعراق 2.9، وثمة مناطق أخرى تنتج النفط في آسيا الوسطى ومنطقة باب المندب ربما ستشهد صراعات جديدة خلال الفترة المقبلة.