سأتصفح معكم كتاب شغَل الأمة الأميركية في الولايات المتحدة...للكاتب ف. بي. كرلوف... حمل هذا الكتاب عنوانين وفقاً للترجمة العربية «إمبراطور كل الأرض» أو «خفايا النظام العالمي الجديد»... يقول كرلوف في كتابه: «هذا يحمل عقيدة الهيمنة على النفط والطاقة، وسياسة القطب الواحد، وسلاح الانتقام، ويرصد أدق التفاصيل في سياسة أميركا ومراميها، وعلاقتها بالدول والمنظمات الدولية، وكشف الستار عن الألاعيب والشعارات الزائفة والإعلام المجمّل لصور الإرهاب ليكون بغية المحاربين (الأبطال)، ترجم الكتاب م. منتجب يونس، دار علاء الدين في دمشق، وكانت طبعته الأولى عام 2007.
ويحلل المؤلف في كتابه ما يراه من أحداث من منظوره الخاص، وأرصد ما جاء في مقدمة هذا الكتاب: «أعلم أن واشنطن تملك الكثير من الكبرياء، وهذا شيء طبيعي، ولكن مَن الذي يتصف بالكبرياء؟ قد يكون الضعيف أشد كبرياء وعلواً من القوي».الجزء المذكور في المقدمة أعلاه، اقتبسه المؤلف من مقابلة للرئيس الأميركي جوج بوش الابن مع وكالة الأسوشيتدبرس في 18 يناير 2001، ويقول فيها: «11 سبتمبر أصاب الصقر الأميركي بجرح عميق، وبقي الانتقام... ليكون هنا أو هناك، وقد تصيب ضرباته بعض الأبرياء».ومن مظاهر إبراز القوة الضاربة، أنه في الأول من مايو 2003 وقف العالم مبهوراً على أبرز الأحداث المهمة لبداية الألفية الثالثة حين قامت محطات الإرسال التلفزيونية الأميركية ببث مباشر لزيارة الرئيس بوش الابن لحاملة الطائرات التابعة للقوات البحرية الأميركية إبرهام لنكولن العائدة إلى مياه أميركا بعد مهمة دامت عشرة أشهر، بعد اشتراكها في مهام قتالية في أفغانستان والعراق... كان من مهمة هذه الرحلة رسم الخطوط العريضة لخريطة الشرق الأوسط الجديد، ومنها رسم التقسيمات الأربعة للعراق... شكر بوش الابن قادة وبحارة حاملة الطائرات، وقال لهم إن «أمامنا أعمالاً شاقة في العراق، إذ سنقوم بحفظ الأمن والنظام في أماكن مازالت خطيرة، وسوف نساعد في إعمار العراق».وفي صفحة 77 من الإصدار، يقول الكتاب: «لقد أصبح الرئيس داعية صهيونياً، ويمثل دور المبشر أو القديس»، وقال إن الرئيس بوش الابن، له علاقات متينة مع المسيحيين المتشددين الذين تصهينوا قبل اليهود... هؤلاء هم الذين يقودون سياسة أميركا في الشرق الأوسط، ويسعون إلى تطبيق رسم خريطة تقسيم وتفتيت العالم العربي إلى دويلات وكانتونات، الرئيس بوش الابن الذي تعهد بإعلان الحرب ضد الإرهاب يحمل صفات جناح اليمين المسيحي المحافظ الذي ينظر إلى العالم من باب الصراع بين الخير والشر. أيديولوجية تصب في ظاهرة التعصب الوطني التي انفجرت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، ويعتقد هذا اليمين المتطرف المحافظ أن الله هو الذي جاء بالرئيس بوش الابن لتنفيذ تعاليم المسيحية المتطرفة المتطابقة مع الصهيونية، والصهيونية عقيدة بعض المذاهب المسيحية والأحزاب السياسية الصهيونية.يري المؤلف، وفقاً لما جاء في كتابه، أن النظام الأميركي الذي تحدث عنه هو «إمبراطور كل الأرض»... وإن نظرنا إلى العالم الآن بعد 16 عاماً فسنرى أن خريطة العالم تعددت فيها القوى الضاربة وتحركت أثقال الغنى إلى أقطار أخرى في الشرق والغرب.
توابل - ثقافات
حروب للهيمنة على النفط والطاقة (1-3)
24-04-2016