المنافسة الإعلامية في مصر... بين الاندماج والحصري

هل تتغيّر ملامح الخريطة التلفزيونية؟

نشر في 31-01-2017
آخر تحديث 31-01-2017 | 00:05
مع رفع فضائيات مصرية عدة شعار «الحصري» أخيراً، هل يمكن القول إن المنافسة الإعلامية في مصر دخلت مرحلة جديدة؟ بحسب المطلعين، لا شك في أن ملامح هذه المنافسة ستتغير، خصوصاً بعد اندماج أكثر من فضائية، وتمسك معظمها ببند «الحصري» كوسيلة فاعلة للمُنافسة بين المحطات.
ليست قنوات DMC، الوحيدة التي تتمسك بالعروض «الحصرية» لأعمال عدة سواء درامية مثل «الأب الروحي» لمحمود حميدة، و»اختيار إجباري» من بطولة مي سليم وخالد سليم، أو استقطاب عدد وافر من النجوم لتقديم برامج ترفيهية بشكل حصري أيضاً في محاولة لجذب أكبر شريحة من المشاهدين، فقد سبقتها قنوات MBC مصر حينما انفردت بعرض الأعمال الدرامية على شاشتها.

النهج نفسه اتبعته قنوات ON TV، التي تحرص على العروض الحصرية مع تقنية HD، منذ أن اشتراها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وانفردت بحوارات مع نجوم عالميين بالإضافة إلى عرضها عدداً من المسلسلات على رأسها «نواية بريئة» و«الكبريت الأحمر».

يدفعنا ذلك إلى التساؤل، هل السيطرة بالحصري وسيلة للمنافسة بغض النظر عن جودة المحتوى؟

من الواضح أن ظهور فضائيات جديدة، تحديدا ًDMC شكّل ارتباكاً قوياً في الخريطة الإعلامية المصرية، خصوصاً بعدما انتشرت أخبار حول أن مجموعة القنوات هذه هي البديل لماسبيرو نظراً إلى عرضها مواد درامية مملوكة للمبنى الرسمي، كذلك ترددت أقاويل حول تأجير إدارة القنوات الوليدة ثلاثة أستوديوهات داخل مبنى ماسبيرو هي الأستوديوهان 1 و2 التابعان لقطاع التلفزيون، إضافة إلى أستوديو 10 التابع لقطاع الإنتاج، ما دفع البعض إلى الحديث عن أن هذه القنوات الجديدة ستكون بديلاً للتلفزيون المصري الرسمي.

في هذا السياق، نفى المدير التنفيذي لشبكة DMC عماد ربيع هذا الكلام مؤكداً أن الشبكة لن تكون بديلاً عن التلفزيون الرسمي، مشيراً إلى أن هذا الادعاء عار تماماً من الصحة، وأنهم لا يسعون إلى أن يحلّوا محل «ماسبيرو»، بل يتمنون أن يظلّ في أفضل حالاته، لا سيما أن تاريخ التلفزيون المصري يمتد إلى سنوات طويلة».

وأضاف: «يجمعنا التعاون المشترك مع «ماسبيرو» عبر تبادل المحتوى، إذ نحصل على مواد مملوكة له كالبرامج والمسلسلات في إطار تجاري ووفقاً لعقود مبرمة بيننا، ينال من خلالها «التلفزيون» مستحقاته المالية، وفي الوقت ذاته من الممكن أن يحصل على بعض المواد أو العروض المملوكة لشبكة قنوات DMC».

ارتباك

على الجانب الآخر، يبقى الارتباك سيد الموقف في عدد من الفضائيات الخاصة أبرزها CBC، ذلك جراء رحيل عدد كبير من فريقها من الفنيين والمعدين إلى شبكة قنوات DMC. بناء عليه طلبت CBC من موظفيها توقيع إقرارات «إلزامية» بعدم الانتقال إلى العمل في أية قناة خصوصاً بعد الدمج بينها وبين مجموعة قنوات «النهار»، وتلزمهم هذه الاتفاقية بعدم الانتقال نهائياً إلى العمل في DMC، أو غيرها من فضائيات مُنافسة إلا بعد تقديم استقالة رسمية والموافقة عليها من مجلس إدارة القناة، بالإضافة إلى إلزامهم بشرط عدم العمل في أية قناة من قنوات DMC، إلا بعد مرور ثلاثة أشهر كاملة على تقديم استقالتهم، وإلا سيعتبر هذا التصرّف إخلالا بالعقد، ما سيعرض صاحب هذا الإقرار لجزاء يتضمن عدم الحصول على أية مستحقات لديه متبقية داخل القناة.

وفي السياق نفسه، قناة «الحياة» أكبر مُتضرر من ظهور مجموعة DMC ، وبند الحصري مع قنوات أخرى، والذي تسبب في فقدها حقوق عروض الأعمال الجديدة سواء الترفيهية أو الدرامية.

ورغم هذه البداية القوية لشبكة DMC، يخشى البعض أن يشكّل ذلك تكراراً لتجارب سابقة فشلت وعانت مشاكل مالية أبرزها «مودرن» و«النهار» قبل الدمج، ومعاناة «دريم» التي لم يتبق منها سوى قناة واحدة.

في هذا المجال، رأى الخبير الإعلامي د. ياسر عبد العزيز أن الخريطة الإعلامية تمرّ في كل مرة بتغيرات مع ظهور كيانات جديدة أو اندماجات بين القنوات، وهو أمر تسببه عوامل عدة أولها ضخ الأموال الذي إذا فُقد تبدأ مراحل الهبوط لعدد آخر من الكيانات الإعلامية، والمصالح الإعلانية التي تعتبر ضلعاً أساسياً في عملية ازدهار البعض واختفاء البعض الآخر».

ويرى أن صعود قنوات جديدة مثل DMC  وON  والاندماجات الأخرى يصاحبها التركيز على المحتوى الترفيهي في مقابل المحتوى الإخباري، ودرجة من الاستهانة بالمعايير المهنية، وأضاف أن العمل على بث محتوياتها حصرياً يؤدي إلى زيادة النزعة الاحتكارية، وتقلص حجم الصناعة، وغياب التنوع مع زيادة المحتوى الترفيهي، وهذا هو المسار الذي تتجه إليه الصناعة.

المدير التنفيذي لشبكة DMC أكّد أن الشبكة لن تكون بديلاً عن التلفزيون المصري الرسمي

الارتباك سيد الموقف في عدد من الفضائيات المصرية الخاصة أبرزها CBC
back to top