هل سلّم إخفاق خطة كيري الشرق الأوسط لبوتين؟

نشر في 31-01-2017
آخر تحديث 31-01-2017 | 00:06
 المونيتور عندما نرى الابتسامة على وجه موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو يجلس في موسكو إلى جانب القيادي البارز في فتح عزام الأحمد، لا يسعنا إلا أن نتذكّر مقابلة أفيغدور ليبرمان الشهيرة في شهر أبريل قبل تعيينه وزير دفاع حين تعهد بأنه إذا عُيّن سيمنح حماس 48 ساعة لتسلّم جثتَي جنديين قُتلا في غزة خلال عملية الجرف الصامد عام 2014، وهدد زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" هذا أنه ينصح إسماعيل هنية، إن لم تستجب حماس لمطلبه، بأن يحجز له مكاناً في مقبرة قريبة.

التُقطت صورة المسؤولين الفلسطينيين البارزين، التي لم تحظَ بالتغطية التي تستحقها من وسائل الإعلام الإسرائيلية، في مؤتمر صحافي عقب ثلاثة أيام من المحادثات بين ممثلين من فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، وفصائل أخرى تحت رعاية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. نتفهم قرار المحررين الإسرائيليين التقليل من أهمية البيان الختامي لمحادثات موسكو الذي أعلن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتحديد موعد للانتخابات في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. نعجز عن إحصاء عدد الإعلانات المشابهة التي لم تفضِ إلى أي نتيجة. دعمت روسيا الصفقة النووية عام 2015 بين قوى العالم وإيران، فضلاً عن أنها تعارض سياسة إسرائيل النووية. أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر سبتمبر عام 2013 أن أسلحة سورية الكيماوية طُورت كرد على أسلحة إسرائيل النووية، وأنه لا داعي أن تحتفظ إسرائيل بأسلحتها النووية نظراً إلى تفوقها التكنولوجي. صحيح أن روسيا لم تقف في طريق إسرائيل عندما قصفت أهدافاً ترتبط بحزب الله في سورية، إلا أن بوتين يمنح شرعية لمجموعات فلسطينية تعتبرها إسرائيل "قوات إرهابية". طوال 11 سنة بعد انتصار حماس في غزة في انتخابات عام 2006، حصلت إسرائيل على الدعم من قرار اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط (روسيا، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي) حظر أي تعاطٍ مع هذه المنظمة إلى أن تعلن التزامها بالتخلي عن العنف، وتعترف بإسرائيل، وتتقيد بكل الاتفاقات الإسرائيلية-الفلسطينية السابقة، وعندما رفضت حماس هذه الشروط، حرص أعضاء اللجنة على إجراء أي اتصال مع هذه المجموعة وراء الأبواب الموصدة، منكرين حدوث أمر مماثل.

تنتهك روسيا راهناً هذه القواعد علانية، ويعتبر الفلسطينيون ذلك الخطوة الأولى نحو إبطال تأثير، أو ربما تفكيك، اللجنة الرباعية، التي صارت هرمة قبل أوانها. ساهم إخفاق وساطة كيري في قرار إدارة باراك أوباما تحويل مركز ثقل الدبلوماسية الأميركية إلى شرق آسيا، ومع هذه الخطوة فتحت الولايات المتحدة الساحة الإسرائيلية- الفلسطينية أمام روسيا أو تخلت عنها إذا جاز التعبير، فقبل شهرين من الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر نوفمبر، دعا بوتين نتنياهو ومحمود عباس إلى قمة في موسكو، وما زالت هذه الدعوة قائمة، وفي الوقت عينه تتلاءم سياسة "الولايات المتحدة أولاً" التي يتبعها ترامب مع الرؤية الروسية التي تهدف إلى إعادة روسيا إلى مجدها السابق، هذه المرة تحت قيادة بوتين.

لا يحتاج بوتين إلى موافقة البرلمان الروسي على الخطوات التي يتخذها في الداخل أو الخارج، ولا يجرؤ أي قائد أجنبي على التدخل في شؤونه أو إذلاله علانية، كذلك ما من مجموعة ضغط موالية لإسرائيل، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك"، تستطيع حشد الدعم في البرلمان والتأثير في الرأي العام. بالإضافة إلى ذلك، لا يحتاج بوتين إلى التبرعات من أصدقاء نتنياهو الأثرياء، ويستطيع المضي قدماً من دون الحصول على دعم أمثال فاينا كيرشنباوم، زميل ليبرمان الحزبي الذي عمل مراقباً للانتخابات الرئاسية الروسية عام 2012، علماً أن كيرشنباوم اتُّهم بارتكاب الفساد حين كان يد ليبرمان اليمنى، وأنكر الادعاءات الكثيرة التي أكدت أن داعمي بوتين تلاعبوا بالانتخابات. كذلك لا يملك بوتين "علاقة خاصة" مع إسرائيل، كما الولايات المتحدة، أو مع أي دولة أخرى لا تخدم مصالحه، ولا يتأثر بالإعلانات عن "القيم المشتركة" مع "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط". نتيجة لذلك، قد تفتقد إسرائيل أوباما في أحد الأيام.

* أكيفا إلدار

* «المونيتور»

back to top