أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب القائمة بأعمال وزير العدل الأميركي سالي ييتس، بعد أن طلبت من محامي الوزارة عدم الدفاع عن الأمر الذي أصدره بحظر السفر مؤقتا من سبع دول ذات أغلبية مسلمة الى الولايات المتحدة. وأعربت ييتس، في مذكرة أمس الأول، عن عدم اقتناعها بقانونية الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، مضيفة ان "وزارة العدل لن تدافع في المحكمة عن الأمر الذي أصدره ترامب الجمعة الماضي، ويعلق دخول اللاجئين للولايات المتحدة مدة 120 يوما، كما يمنع بشكل دائم دخول اللاجئين من سورية، ويحظر لمدة 90 يوما دخول مواطنين من إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن".
وأضافت أنها "لا تعتقد أن الدفاع عن الأمر سيكون منسجما مع التزام هذه المؤسسة الراسخ بالسعي دوما من اجل العدالة والدفاع عن الصواب".من جهته، قال ترامب، في بيان صادر عن البيت الابيض أمس الأول، إن "ييتس خانت وزارة العدل برفضها تنفيذ الامر القانوني الذي يهدف إلى حماية مواطني الولايات المتحدة"، واصفا أفعالها بأنها سياسية.ووصف البيت الأبيض، في بيانه، ييتس بأنها "ضعيفة فيما يتعلق بالحدود، وضعيفة جدا فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية".وأعلن ترامب ترشيحه للمدعية العامة للمقاطعة الشرقية لولاية فرجينيا دانا بوينتي خلفا لييتس.وكان الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما عين سالي ييتس لهذا المنصب عام 2015، وطلب منها ترامب الاستمرار فيه.ومن المفترض أن تبقى ييتس في المنصب حتى يوافق الكونغرس على ترشيح ترامب للسيناتور جيف سيشنز لمنصب وزير العدل.من جانبها، صرحت بوينتي أمس الأول بعد تعيينها بأنها ستطبق مرسوم ترامب للحد من الهجرة.والغت بوينتي على الفور التعليمات التي أصدرتها ييتس. وقالت في بيان: "اعطي توجيهات الى الرجال والنساء في وزارة العدل بأن يقوموا بواجبهم، كما اقسمنا عليه، وان يدافعوا عن أوامر رئيسنا القانونية".وبعد أقل من ساعة على ذلك، أقال ترامب المسؤول بالوكالة عن إدارة الهجرة والجمارك دانيال راغسديل، وعين مكانه توماس هومان.في هذا السياق، أعلن وزير الامن الداخلي جون كيلي، في بيان لم يعلل فيه سبب الاقالة، ان هومان "سيعمل على تطبيق قوانيننا حول الهجرة على أراضي الولايات المتحدة بما يتفق والمصلحة الوطنية".كما هدد البيت الابيض المسؤولين الاميركيين الذين يعارضون الامر التنفيذي لترامب بترك مناصبهم.يأتي هذا الموقف بعد تداول مذكرة بين مسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية تدين هذا الامر التنفيذي.وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر للصحافيين أمس الاول: "اعتقد ان اي مسؤول حكومي لا يفهم هدف الرئيس ترامب من هذا الاجراء ومغزاه عليه ان يقبله ويتأقلم معه أو يذهب ويترك وظيفته".واتهم ترامب الديمقراطيين بتأجيل تمرير اختياراته للوزراء لأسباب سياسية. وقال في سلسلة تغريدات على حسابه في "تويتر" إن الديمقراطيين لا يفعلون شيئا إلا العرقلة، في إشارة إلى سعي الرئيس الأميركي لتسمية نائب عام جديد. وأضاف ترامب، في تغريدة أخرى، أن نانسي بيلوسي زعيمة الأقلية بمجلس النواب الأميركي، وتشاك شومر زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ، فشلا في إدارة تظاهرة ضده أمام المحكمة العليا.وزاد: "نانسي بيلوسي وتشاك شومر، صاحبا الدموع المزيفة، نظما تظاهرة على سلالم المحكمة العليا، والميكروفون لم يعمل، فوضى مشابهة لكل ما يفعله الحزب الديمقراطي". وانهمرت دموع السيناتور شومر خلال مؤتمر صحافي أمس الأول، تعاطفا مع اللاجئين، على خلفية حظر ترامب دخولهم، وقال إنه سيقدم مشروع قرار لإبطال الأمر التنفيذي الذي وصفه بأنه "متهور ولا يتلاءم مع القيم الأميركية الأساسية". وتساءل ترامب، في تغريدة ثالثة، "متى يعطينا الديمقراطيون المدعي العام وباقي الحكومة! يجب أن يشعروا بالعار! لا عجب أن العاصمة واشنطن لا تعمل جيدا".
اشتباكات واعتراضات
ميدانيا، اشتبكت الشرطة مع محتجين في كولومبوس بولاية أوهايو أمس الأول، حيث رشت رذاذ الفلفل على المحتجين الغاضبين من القرار التنفيذي.وأفادت تقارير بأن مئات الأشخاص شاركوا في مسيرة جابت شوارع عاصمة ولاية أوهايو. وبعد توقفهم في إحدى إشارات المرور لعدة دقائق قامت الشرطة بتفريقهم مستخدمة رذاذ الفلفل.وقال محامون يمثلون أناسا ذوي صلة بالقرار إن بعض السلطات لا ترغب في تنفيذ أحكام قضائية.دوليا، وصف رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بعض تصريحات ترامب بأنها مقلقة، وتؤثر على مستقبل الاتحاد الاوروبي والعلاقات بين ضفتي الأطلسي. كما احتشد ما يقرب من 30 مواطنا أميركيا أمام سفارتهم في العاصمة اليابانية طوكيو أمس للاحتجاج على القرار.وفي لندن، تظاهر عشرات الآلاف في لندن أمس الأول ضد الامر التنفيذي، كما رفعوا صوتهم احتجاجا على تأخر رئيسة وزرائهم في ادانة هذا القرار.واشنطن ستقاضي ترامب
ويواجه قرار ترامب أكواما من التحديات القانونية، وقال النائب العام لولاية واشنطن بوب فيرغسون أمس الأول أنه سيقاضي ترامب على قرار باعتباره "غير دستوري" و"غير قانوني".وقال فيرغسون، في مؤتمر صحافي، إن الدعوى تنطبق أيضا على بعض أعضاء إدارة ترامب ووزارة الأمن الداخلي، وهاجم القرار الذي وصفه بأنه إهانة لحقوق الناس وهجوم على جميع الأديان.وذكر أن القرار يتسبب في الحاق الضرر باقتصاد الولاية، وبالشركات التي منع موظفوها من العودة إلى وظائفهم، مضيفا أنه يعطي أيضا الجماعات الإرهابية الفرصة لتجنيد المزيد من الاشخاص الذين يمكن أن يهددوا أمن الولايات المتحدة. السماح بدخول 872 لاجئاً
أظهرت وثيقة داخلية لوزارة الأمن الداخلي، اطلعت عليها وكالة "رويترز"، أن الإدارة الأميركية منحت إعفاءات للسماح بدخول 872 لاجئا إلى البلاد هذا الأسبوع، برغم الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي بحظر مؤقت لدخول اللاجئين من أي بلد.وأكد مسؤول بالوزارة الاستثناءات، مشيرا إلى أن اللاجئين يعتبرون "في مرحلة مرور"، وأنهم أجيزوا بالفعل لإعادة توطينهم قبل بدء الحظر.وقال المسؤول إن من غير الواضح ما إذا كانت استثناءات أخرى ستصدر. وقالت وثيقة وزارة الأمن الداخلي إنه في الفترة من مساء الجمعة وحتى صباح الاثنين منع 348 شخصا يحملون تأشيرات دخول من ركوب رحلات متجهة إلى الولايات المتحدة، بينما منع أكثر من 200 شخص هبطوا في الولايات المتحدة من الدخول.وتم اقتياد أكثر من 735 شخصا للاستجواب على يد ضباط إدارة الجمارك وحماية الحدود في المطارات، بينهم 394 يحملون إقامات دائمة بالولايات المتحدة.
أوباما يخرج عن صمته
وبعد 10 أيام على مغادرة منصبه، خرج الرئيس السابق باراك أوباما عن صمته، وأصدر المتحدث الجديد باسم أوباما، كيفن لويس، بيانا، قال فيه إن مستوى مشاركة الناس في الاحتجاجات التي تجرى في أنحاء البلاد "ألهمت الرئيس السابق"، موضحا أن أوباما أشار في خطابه الوداعي، بداية يناير، إلى أهمية دور المواطن ليس فقط في يوم الانتخابات بل في كل الأيام.وأضاف البيان أن المواطنين "يمارسون حقهم الدستوري في التجمع والتنظيم وإسماع صوتهم عبر مسؤوليهم المنتخبين، وهو ما نتوقع أن نراه بالضبط عندما تصبح القيم الأميركية في خطر".وكان الرئيس السابق أعلن، قبل مغادرته البيت الأبيض، أنه لن يتدخل في الجدال السياسي ما لم يتخط بعض الخطوط الحمراء.وحدد أوباما هذه الخطوط الحمراء، في مؤتمره الصحافي الأخير في 18 يناير، بأنها تتعلق بوقوع تمييز ممنهج، أو ظهور عوائق أمام التصويت، أو محاولات إسكات أصوات المعارضة، أو إسكات الصحافة، أو طرد أطفال عاشوا هنا وهم بالتالي أطفال أميركيون.