بعد قرار ترامب الأخير بمنع سبع دول من دخول الولايات المتحدة، حاولت جاهداً تفعيل خصوصية التعاطف في برنامج مشاعري لأقف مع هذه الدول، نجحت مع بعضها، ولكن بعضها لم تنفع معه كل شفرات "الفزعات" التي أعرفها، "والله وما لكم علي حلفان" جمعت كل ثمار "المثالية" لدي في سلة (لا) وأجهدت ضميري في محاولة عصرها، ومع هذا لم تنزل قطرة تعاطف واحدة، حاولت هز نخلة مشاعري هزاً مبرحاً لعل وعسى يتساقط من جذعها علي غضب جنيّ، ولكن لا فائدة! بقي الهدوء سيد الموقف و"منطق طاف صافط يمين" وبقيت حواجز التجارب تمنع كل ردات الأفعال من المرور وتردها على أعقابها.

صدقاً حاولت وجمعت وعصرت ثم هززت، وما زال قفل القلب عصيا يرفض كل مفاتيح التعاطف مع أغلب هذه الدول المطرودة خارج جنة الشيطان الأكبر بحسب شعارات بعض الدول الممنوعة، وطبعاً اللا تعاطف بنكهة "الطناش" هنا مسبب ولم يأت اعتباطاً، أسباب تكسوها تراكمات وسوابق مع هذه الدول إياها، تراكمات مؤلمة أحيانا ومخزية في أحيان أخرى.

Ad

والسؤالان المحوريان اللذان حسما جدال العطف واللاعطف في ميدان قلبي هما: لمَ أتعاطف مع دول كانت هداياها لنا دوما صواريخ نحو منشآتنا، ومتفجرات في شوارعنا، وخلايا تجسسية وإرهابية تستهدف استقرارنا؟ ولمَ أحزن لدول حاولت إلغاء كياننا ومحونا من خريطة العالم، ودول آزرتها فصوتت ضد حقنا في بيت الجامعة العربية، وفي شارع مجلس الأمن و"بفم الغدر المليان"؟

الدول التي تستحق تعاطفنا هي من ضربت على جبهات التحرير و"بالمليان" نحر طيور الظلام التي نهشت جسد نهارنا، هذه الدول الصديقة و"النعم" تستحق فعلاً وحقاً تعاطفنا، أما غيرها فـلا وألف لا، فلسنوات وسنوات وكرمنا معها حاتمي، ولسنوات وسنوات ونكرانها نحونا محتوم، ولسنوات وسنوات و"يمين" عطائنا تعطي ما لا تعلمه أصفار "شمال" عطائهم.

وكل ما قبضناه بالمقابل مخططات سوء صلت بوطننا "شرق"، ومؤامرات قذرة غرست خنجر الخذلان في "جنوب" جسدنا وظهره، فهل نملك اليوم كالعادة ذر رماد "عفا الله عما سلف" في "عين عذاري" أيقونة غفراننا المعتادة؟ لا لم نعد نملك الآن رفاهية عيون عذاري، والعين بالعين والسن بالسن والخاذل أظلم، ولو كان تعاطفنا رجلا لأنشد فوق أطلال ترامب الموعودة:

أضاعوني وأي فتى أضاعوا

ليوم "ترامبية" وسداد ثغر