في وقت تحرز قوات الحكومة اليمنية، المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، تقدما ميدانيا في حملة تطهير مناطق الساحل الغربي لليمن الخاضعة للمتمردين الحوثيين، تعرضت فرقاطة سعودية لهجوم من 3 زوارق انتحارية تابعة للميليشيات الحوثية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة.

وأعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية، في بيان أمس، أن "السفينة السعودية تعاملت مع الزوارق بما تقتضيه الحال، إلا أن أحد الزوارق اصطدم بمؤخرة السفينة، مما نتج عنه انفجار الزورق ونشوب حريق في آخر السفينة"، وتم التحكم بالحريق وإطفاؤه من قبل الطاقم.

Ad

وأسفر الهجوم عن مقتل 2 من أفراد طاقم السفينة، وإصابة 3 آخرين حالتهم مستقرة.

وقالت القيادة إن "السفينة السعودية واصلت مهامها الدورية في منطقة العمليات، في حين واصلت القوات الجوية وسفن قوات التحالف متابعة الزوارق الهاربة والتعامل معها".

وحذرت قيادة التحالف من "استمرار الميليشيات الحوثية في استخدام ميناء الحديدة قاعدة انطلاق للعمليات الإرهابية"، لافتة إلى أن الاعتداء على الفرقاطة "يعد تطوراً خطيراً من شأنه التأثير على الملاحة الدولية، وعلى تدفق المساعدات الإنسانية والطبية للميناء والمواطنين اليمنيين".

وردت مقاتلات التحالف بشن غارات عنيفة على مواقع عسكرية يسيطر عليها المتمردون في محافظة الحديدة الساحلية. واستهدفت معسكر القوات البحرية بمنطقة الكثيب. وهزت مدينة الحديدة عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه انفجارات عنيفة جراء الغارات الجوية.

شريط مصور يفضح تورط إيران

فضح مقطع فيديو بثته قناة "العالم" الإيرانية تورط إيران في استهداف الفرقاطة السعودية باستخدام ثلاثة زوارق حوثية. ويظهر من خلال الفيديو الذي تناقلته أيضا صفحات مؤيدة للحوثيين سماع صوت شخص يتحدث اللغة الفارسية، قبل أن يُسمَع صوت مسلحين حوثيين بعد ذلك يتكلمان بالعربية، الأمر الذي يكشف تورط طهران في استهداف الفرقاطة.

ادعاء وشريط

في المقابل، ادعت الميليشيات أن إصابة السفينة السعودية تمت بصاروخ موجه.

وبثت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين فيديو اظهر لحظة الانفجار الذي تعرضت له الفرقاطة.

وهذا ثاني هجوم على الأقل يشنه الحوثيون على سفن قبالة ساحل اليمن في الأشهر الستة الأخيرة.

من جانب آخر، نقلت قناة "المسيرة" التابعة للمتمردين عن الحوثيين قولهم إنهم أطلقوا صاروخا بالستيا على قاعدة عسكرية تابعة للتحالف بقيادة السعودية على جزيرة زقر بالبحر الأحمر بين اليمن وإريتريا صباح أمس.

إدانة وتصعيد

في غضون ذلك، أعربت قطر عن ادانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي استهدف الفرقاطة السعودية.

واعتبرت الدوحة أن اعتداء الحوثيين المتحالفين مع إيران من شأنه تقويض الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي، والتأثير على الملاحة الدولية، وعلى تدفق المساعدات لليمنيين.

وفي وقت سابق، دان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، مساء أمس الأول، قصف مقر لجنة التهدئة والتنسيق في منطقة ظهران الجنوب السعودية، من قبل المسلحين الحوثيين.

وقال ولد الشيخ، في بيان على "فيسبوك": "إنه لأمر مأسوي أن تأتي هذه الحادثة في وقت نطالب فيه الأطراف بإعادة الالتزام بوقف الأعمال القتالية، لقد تم تجهيز المبنى حتى يكون مقرا لأعضاء لجنة التهدئة والتنسيق، وللأمم المتحدة وجود دائم فيه".

وأشار إلى أن هذه الحادثة "لا تعكس نوايا حسنة"، حاثا جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي صالح، على الالتزام بورشة العمل التحضيرية للجنة التهدئة والتنسيق.

تبادل أسرى

في شأن آخر، نجحت مفاوضات تمت بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا من جهة والانقلابيين من جهة أخرى في إتمام صفقة تبادل أسرى في محافظة الجوف.

وأفرج الجيش الوطني، مساء أمس الأول، عن 58 أسيرا من الانقلابيين مقابل الإفراج عن 54 أسيرا من الجيش والمقاومة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي كانوا قد اعتقلوا في فترات سابقة.

وقال القيادي في الجيش أبو همدان الحاسر، في تصريح نقله مركز الجوف الإعلامي، إن عملية تبادل الأسرى تمت بعد مفاوضات مع الميليشيات طوال الأيام الماضية، موضحاً أن عملية التبادل جرت في منطقة قانية بمحافظة البيضاء.

تراجع صحي

من جهة أخرى، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أمس إن "اليمن خسر مكاسب حققها على مدى عقد في مجال الصحة العامة نتيجة للحرب والأزمة الاقتصادية، إلى جانب تزايد أعداد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية".

وأضافت المنظمة أن ما يقدر بنحو 3.3 ملايين شخص في اليمن بينهم 2.2 مليون طفل يعانون سوء تغذية حاداً، ويعاني 460 ألف طفل دون الخامسة سوء تغذية أكثر حدة.