ما جرى في كندا نتيجة لما فعله ترامب!
المفترض ألا تكون عملية كندا الإرهابية، التي استهدفت مصلين مسلمين في أحد المساجد، مفاجئة وغير متوقعة، إذ إن هذه الحملات المتواصلة في الغرب كله على الإسلام كدين وديانة، وآخرها كل هذا الذي يقوم به الرئيس الأميركي (الجديد) دونالد ترامب قد خلقت بيئة معادية للأقليات الإسلامية سواء في الولايات المتحدة أو في الدولة الكندية أو في الدول الأوروبية كلها، حتى بما في ذلك الدول التي استعمرت العديد من الدول العربية استعماراً احتلالياً دام بعضه أكثر من قرن كامل.ويقيناً أن هؤلاء الكنديين الذين هاجموا المصلين المسلمين في أحد مساجدهم مساء أمس الأول، وقتلوا عدداً منهم، وجرحوا آخرين قد قاموا بهذه الجريمة التي قاموا بها تأثراً بحملة منع مواطني عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى إيران، من دخول الولايات المتحدة التي قام الرئيس دونالد ترامب، والتي هي ومهما حاول المسؤولون الأميركيون تخفيفها تمييز عنصري وديني واضح ضد الإسلام كدين وضد العرب والأمة العربية.
هناك الآن موجة تعصب ديني وعنصري في الغرب كله، وهذا إن استمر فسيؤدي حتماً إلى ظهور نازية جديدة على غرار النازية الألمانية التي أنجبت أدولف هتلر وحزبه، والتي أقحمت أوروبا كلها ومعها بعض الدول الآسيوية والإفريقية البعيدة في حرب طاحنة ومدمرة هي الحرب العالمية الثانية، وهنا فإنه غير مستبعد أن تقحم هذه الموجة العنصرية العالم بحرب جديدة إن هي اندلعت، لا سمح الله، فإنها لن تبقي ولن تذر، وأنها ستحرم العالم وربما لسنوات طويلة من الإبداعات الحضارية التي تحققت سواء خلال عقود النصف الثاني من القرن الماضي أو خلال السنوات الفائتة من هذا القرن.أبداً إنه لا يمكن التفريق بين نازية القرن الماضي، التي تسببت في دمار قارة بأكملها هي القارة الأوروبية ومعها بعض مدن الاتحاد السوفياتي في القارة الآسيوية، وبين هذه النازية الناشئة التي إن لم يوضع حد لها وبسرعة فإن العالم كله سيكتوي بجمر حرب كونية جديدة ستكون الحرب العالمية الثانية مجرد مزحة صغيرة أمامها إذا أخذنا بالاعتبار كل هذه التطورات الهائلة على وسائل الدمار والقتل نووية وغير نووية.إن هذا هو الجانب الأول، أما الجانب الآخر فهو أن هؤلاء الذين استهدفوا المصلين المسلمين في أحد مساجد كندا ربما لا يعرفون أنهم بفعلتهم الشنيعة هذه قد وضعوا أسلحة جديدة في أيدي إرهابيي "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، وحقيقة ان هذا هو ما فعله دونالد ترامب إن عن قصد وإن عن غير قصد بتصريحاته وأفعاله ذات الطابع العنصري ضد الإسلام والمسلمين، وأيضاً ضد العرب والأمة العربية... فالإصرار على نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة قد اعتبر عربياً وإسلامياً إهانة من الوزن الثقيل لا يمكن السكوت عنها، وهذا ما يجب أن يعرفه الرئيس الأميركي على أنه خدمة للإرهاب والإرهابيين في هذه المنطقة لا بل في العالم كله.