"من خمسة لعشرة"، هكذا ينادي الحاج سيد على "فرشة" الكتب القديمة، الكائنة على أحد أرصفة منطقة الإسعاف، وسط القاهرة، بعدما تحولت الأرصفة المطلة على تقاطع شارع 26 يوليو (فؤاد سابقاً)، مع شارع رمسيس (نازلي سابقاً)، وشارع الجلاء، إلى بديل لـ"سور الأزبكية"، أشهر وأقدم أسواق الكتب المستعملة في مصر، والمطل على ميدان العتبة.

وكانت الأوضاع بعد ثورة "25 يناير 2011"، حولت منطقة الإسعاف، أعلى محطة مترو "جمال عبدالناصر"، إلى مركز لبيع الكتب القديمة والمستعملة، والذي أخذ يكتسب مع الأيام جماهيرية واسعة، تجتذب مختلف الأعمار من سكان القاهرة.

Ad

وقال الحاج سيد، أكبر بائعي الكتب في المنطقة، لـ"الجريدة"، إن انتقال السوق من سور الأزبكية إلى منطقة الإسعاف يعود إلى المميزات المكانية لـ"الإسعاف"، فهي قريبة من محطة "مترو الأنفاق"، وتقع على تقاطع أكبر شوارع وسط القاهرة، فضلاً عن انتشار المؤسسات الحكومية والخاصة في المنطقة، مضيفاً: "إحنا حوالينا دار القضاء، ونقابة المحامين، وأكبر مؤسسات صحافية في البلد، يعني الناس اللي بتقرا وبتحب الكتب، وده بيخلي السوق ماشي".

وتتميز كتب الرصيف بتنوعها، إذ تتضمن كتب التاريخ والسياسة والأدب والشعر والفلسفة والدين والعلوم التطبيقية والقانون وغيرها، فيجد المرء نفسه أمام وجبة دسمة من العناوين، بعضها من النوادر، والتي تباع بجنيهات معدودة، فأسعار معظم الكتب تتراوح بين 5 و10 جنيهات مصرية، مما يساعد في تزايد الإقبال على أرصفة "الإسعاف".

جمال حسين، أحد بائعي الكتب الذين هجروا سور الأزبكية إلى "الإسعاف"، قال: "منذ بدأت الحكومة في تنفيذ مشروع مترو الأنفاق بمنطقة العتبة، أصبحت المساحة المخصصة لبيع الكتب، صغيرة جداً، لذلك انتقلت إلى منطقة الإسعاف، لأن الرزق فيها أوسع من الأزبكية".