لم تكن أعمال فتح طريق لبرج حفر نفطي في منطقة بحرة بشمال الكويت، معبّدة باتجاه الوصول إلى الذهب الأسود، إذ تسبب هذا الطريق في تدمير إرث أثري يعود تاريخه إلى 8000 عام.

غير أن اتصالات سريعة أدت إلى احتواء المزيد من تدمير تلك المنطقة الأثرية، حيث عُقِد اجتماع مشترك حضره من وزارة الداخلية اللواء علي ماضي، إلى جانب بعض مسؤولي بلدية الكويت، وممثلين لشركة نفط الكويت وجماعة الخط الأخضر البيئية ومنظمة الخط الإنساني التطوعية، ما أسفر عن إيقاف فوري لعمليات الحفر في الموقع الأثري.

Ad

وبعد جدل شهده خبر تدمير تلك المنطقة عبر مواقع التواصل، أجرت «الجريدة» اتصالاً هاتفياً بمدير إدارة الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. سلطان الدويش، الذي كشف أنه فوجئ أثناء زيارته لموقع بحرة الأثري، بآليات تجرف الأرض، فاستنجد برجال مخفر الصبية لإيقاف الحفر في ذلك الموقع الأثري الذي أرجعت البعثات التي زارت الكويت بعض مكتشفاته إلى عصور يعود تاريخها إلى 8000 عام.

واعتبر الدويش أن «هذه الآليات لا تجرف الأرض بل تزيل جزءاً من تاريخ البلد وإرثه الثقافي»، آملاً اتخاذ إجراءات سريعة «لوقف هذا التدمير غير المسؤول لآثار الكويت وتاريخ هذه البقعة الثرية بالإرث الثقافي والشاهدة على عصور مضت، وحضارات إنسانية عاشت على هذه الأرض».

واستغرب أن يتم التعامل مع المواقع الأثرية المهمة بهذه الطريقة، وخصوصاً في موقعي بحرة 1 و2، لافتاً إلى أنه «عقب تحديد العمر الزمني لهذه المكتشفات من قبل بعثات محلية وأجنبية، ولاسيما البعثتين البولندية والجورجية، وضعنا سياجاً حول هذه المواقع لئلا تمسها أعمال التخريب والتجريف، بالتنسيق مع الجهات الرسمية في الكويت».

وأضاف: «رسمنا الخرائط ووضعنا هذه المواقع ضمن قائمة الممنوع الاقتراب منها نظراً إلى أهميتها وقدمها»، مشيراً إلى أن لجنة من خبراء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ستزور الموقع اليوم لتحديد حجم الضرر الناجم عن هذه الأعمال.