كُوني أكبر من... فخ!

نشر في 02-02-2017
آخر تحديث 02-02-2017 | 00:00
 مسفر الدوسري إذا أرادت أنثى أن تُهين أنوثتها حوّلتها إلى فخ إغراء لجر قدم الحب، ولنيل شرف التفاخر بقيادة أي قلب والإمساك برسنه، لسبب ما لا تصبح أنوثتها هي جوهر روحها المقدسة، بل طُعمٌ لأي قلب جائع، قد لا ينال هذا القلب شفّه، ولكن يكفيه من شرف الجوع المحاولة في طُعم عابر، ويكفيها هي في ذكائها ثقة، أنها تعرف متى شاءت أغرقت، ومتى أرادت زادت القلب الجائع جوعاً، ظناً منها أن ذلك هو سور حمايتها المنيع لأنوثتها من كل قلب ضال!

أظن أن في ذلك احتقاراً لأغلى ما تملكه أنثى: ألا وهو أنوثتها أينما استوطن فيها، الحكمة هي أن نصون أكثر ما نملكه قيمة عن شراهة القلوب، لا أن نجعله في متناول أقدام العابرين، أو يخيّل لبعضهم أنه بقايا لقمة قد تسد رمق جوع إلى حين، إن مجرد تأكيد هذا الخيال من أنثى بأي شكل في مخيلة غيرها هو خيانة لأنوثتها، ومؤامرة دنيئة عليها، فكيف لأنثى أن تجعل من أنوثتها مجرد مصفاة صغيرة مُنحت لاصطياد قلب؟! كيف لها أن تُضيّق السماء – بكل رضى- على أفق أنوثتها وتكسر أجنحتها إلى هذا الحد؟! إنها تقترف بذلك في نظري ذنباً لن تفوّته الأنوثة، ولن تتنازل عن الأخذ بثأرها، فالتي تُهين الأنوثة تبادلها أنوثتها الإهانة، فتغادرها من الداخل وتتركها خاوية منها، مهما كانت أنوثتها ظاهرة كالشمس في رابعة النهار، فتترك روحها مدينة أشباح، كل ما فيها عابر بلا ملامح، تزيدهم العتمة شيئاً من الوحشة، لا تعود الأنوثة تهتم بحديقة روحها، لا تقلّم أشجارها، ولا تقص الأعشاب الضارة التي تنبت فيها، وتتركها عمداً لتنمو بكثافة؛ لتغلق شبابيك الروح في وجه الصباح كلما بشّر بالنهار، ولا تعود تسقي أزهارها. إن عقاب الأنوثة قاسٍ عندما تهينها أنثى، إنه يأكل كل أخضر في الروح، إن الأنوثة قاسية على الرجل إذا أهانها، رغم قلّة فهمه لها، فكيف بالأنثى؟! إن ثأر الأنوثة حينها مدمّر، فهل من أنثى سليمة الأنوثة تظن أن العثور على قلب يستحق هذا الدمار لذاتها، وهذا الخراب لحديقة روحها؟! وفي حال العثور متأخراً على ذلك القلب، هل من ضمانة أنه على استعداد أو مؤهل لإعادة إعمار ما هُدم في روحها، وإصلاح ما أفسد البحث؟! أم ليس كل قلب جميل ذا صبر أجمل؟! إن الأنثى التي تجعل من أنوثتها مجرد واجهة عرض، أو «نيون» محل ولافتة تسويقية، تهين أنوثتها وتشوهها، وستنتقم الأنوثة منها بلا شك،

كذلك تفعل الرجولة بالرجل عندما لا تكون بالنسبة له سوى طعم لاصطياد نجمة هابطة من السماء، أو خيط يرميه في أي نهر جار لعله يصطاد سمكة تسدّ جوعه، ثم يرمي ما تبقى من عظامها للقطط، تلك الرجولة ليست سوى فخ دنيء يشبه صاحبه!

back to top