51 مليار جنيه استرليني ستدفعها بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي
كغرامات مالية قبل انسحابها من المنظومة
قال سفير بريطانيا السابق في بروكسل ايفان روجرز اليوم الاربعاء ان بريطانيا ستضطر الى دفع " غرامات مالية " قد تصل قيمتها 51 مليار جنيه استرليني (60 مليار يورو) قبل انسحابها من الاتحاد الاوروبي بشكل رسمي.واكد روجرز خلال مثوله امام لجنة الخروج من الاتحاد الاوروبي بمجلس العموم البريطاني ان "هناك حديث حقيقي بين قادة ومسؤولي الاتحاد الاوروبي لتقديم فاتورة بالمليارات ستدفعها بريطانيا قبل خروجها رسميا من التكتل الاوروبي".
وشدد على ان هذه الفاتورة ستكون من اكبر اولويات المفاوضين الأوروبيين لانها ستخصص لدفع الكثير من المستحقات أقلها معاشات الموظفين الذين عملوا في المؤسسات الاوروبية خلال مدة عضوية المملكة المتحدة التي فاقت اربعة عقود.واشار روجرز الى ان القادة الاوروبيين يعتقدون ان بريطانيا لا يمكنها ان تتجاهل مطالبهم المالية "اذ ان فشلها في ابرام اتفاق ناجح مع المجموعة الاوروبية سيكلفها خسائر اقتصادية اكبر بكثير مما تتوقع". واعتبر ان "خروج بريطانيا سيؤثر سلبا على الموازنة السباعية للاتحاد الاوروبي الامر الذي سيكلف الدول الاوروبية الفقيرة تراجعا في ميزانياتها بمعدل 12 بالمئة سنويا" مضيفا ان دولا مثل ألمانيا وفرنسا ستضطر الى دفع الفارق في الموازنة العامة.من جانب اخر حذر روجرز حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي من ان " المملكة المتحدة يجب ان تكون مستعدة لتخوض اكبر وأعقد مفاوضات تعرفها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية".ورأى ان الحكومة البريطانية ستواجه صعوبات فنية كبيرة في التعامل مع الاختلافات في وجهات النظر حول العديد من القضايا بين دول الأعضاء ال27.وذكر ان كل دولة اوروبية لديها أولويات معينة ستدافع عنها خلال فترة المفاوضات مضيفا ان الدول الاوروبية ستأخذ كل الوقت للتنسيق فيما بينها ومع رئاسة المفوضية الاوروبية قبل الرد على اي مقترحات بريطانية.واكد روجرز الذي استقال من منصبه الشهر الماضي انه سمع من مسؤولين أوروبيين في بروكسل ان التوصل لاتفاق شامل ونهائي مع بريطانيا قد لا يتم قبل منتصف العقد المقبل.وفي المقابل اوضح انه بعد انسحاب بلاده من الاتحاد الاوروبي فسيكون من الممكن ابرام اتفاقيات للتجارة الحرة مع الدول غير الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة و "بسرعة كبيرة".واشار الى ان الاجراءات والاتفاقات الاوروبية لا تتمتع بالمرونة الكافية التي تسمح بعقد اتفاقات دولية خلال فترات وجيزة مضيفا ان طبيعة التكتل الاوروبي تجعل من المفاوضات مع بريطانيا "مهمة معقدة ويصعب التنبؤ بمسارها".يذكر ان ايفان روجرز عمل سفيرا لبلاده لدى الاتحاد الاوروبي منذ نوفمبر عام 2013 لكنه قرر مطلع الشهر الماضي الاستقالة من منصبه احتجاجا على ما وصفه بغياب استراتيجية بريطانية واضحة للانسحاب.