أبوظبي وموسكو تطالبان بتفاصيل عن المناطق الآمنة بسورية

• المعارضة ترفض تهديد ديميستورا بتشكيل وفد عنها
• ماذا بقي للفصائل بعد خسارة وادي بردى؟

نشر في 02-02-2017
آخر تحديث 02-02-2017 | 00:04
عناصر من «الهلال الأحمر السوري»  في مبنى تعرض لغارة في إدلب أمس      (رويترز)
عناصر من «الهلال الأحمر السوري» في مبنى تعرض لغارة في إدلب أمس (رويترز)
خيّمت دعوة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لإنشاء مناطق آمنة في سورية على أعمال منتدى التعاون العربي- الروسي، إذ طالبت الإمارات، الدولة المضيفة للاجتماع، بمدها بالمزيد من التفاصيل عن هذه الخطة، الأمر الذي أيدته روسيا أيضاً.
في ختام أعمال منتدى التعاون العربي- الروسي، طلبت الإمارات وروسيا مزيداً من التفاصيل من إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب حول خططه لإنشاء مناطق آمنة في سورية.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في أبوظبي، قال وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد، إنه لابد من سماع مزيد من التفاصيل من الإدارة الأميركية قبل تأييد فكرة المناطق الآمنة، معتبراً أن مؤتمر أستانة برهن أنه يمكن حل الأزمة السورية.

وطالب وزير الخارجية الروسي ترامب بأن يكون أكثر تحديداً بشأن المناطق الآمنة المقترحة، لأن تجربة هذه المناطق في ليبيا كانت مأساوية، آملاً "مناقشة الاقتراح مع السلطات الأميركية فور اتضاح معالمه".

وشدد البيان الختامي للمنتدى، الذي حضره وزراء خارجية الدول العربية وروسيا، على أن "الحل السياسي للأزمة السورية هو الطريق الوحيد"، داعيا "جميع الأطراف للمشاركة في عملية سياسية جامعة تلبي تطلعات الشعب السوري وفق بيان جنيف 1 في يونيو 2012".

وإذ نبه البيان إلى ضرورة مكافحة الإرهاب "بكل الوسائل بطريقة حاسمة وموحدة ومنسقة وشاملة وشفافة"، دعا جميع الأطراف إلى تثبيت وقف إطلاق النار والأعمال العدائية وآلية توفير المساعدات الإنسانية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اتفاقا في اتصال هاتفي بينهما قبل أيام على ضرورة اقامة مناطق آمنة بسورية. وقال البيت الأبيض ان المباحثات تطرقت الى تمويل هذه المناطق. وكان ترامب تعهد خلال حملته بأنه سيقيم مناطق آمنة تمولها دول الخليج.

في سياق آخر، بعد عشرة أيام من انتهاء المحادثات غير المسبوقة بين النظام والفصائل المقاتلة برعاية روسية تركية إيرانية في أستانة، كلف مجلس الأمن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا بإعادة الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات في جنيف في أقرب وقت ممكن وتشجيعها على المشاركة.

وعقب اجتماع مغلق أمس الأول مع أعضاء مجلس الأمن أبلغهم فيه أن الدعوات لمفاوضات جنيف ستوجه في الثامن من الشهر الجاري، حذر ديميستورا من أنه "في حال لم تكن المعارضة جاهزة للمشاركة بموقف موحد بحلول هذا الموعد، فسأقوم بتحديد الوفد لجعله شاملاً قدر الإمكان".

ووصفت الهيئة العليا للمفاوضات "تهديد ديميستورا بتشكيل وفد يمثل المعارضة" في مفاوضات جنيف المرتقبة في 20 فبراير بأنه "غير مقبول وليس من اختصاصه".

وقال المنسق العام للهيئة رياض حجاب، في تغريدة على "تويتر"، إن "أهم ما يجب أن ينشغل به الموفد الأممي هو تحديد أجندة للمفاوضات وفق بيان جنيف".

وتساءل المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط: "هل يستطيع السيد ديميستورا التدخل في تشكيل وفد النظام؟"، مشدداً على أن تأجيل المفاوضات "ليس من مصلحة الشعب السوري، وهذا القرار جاء تلبية لطلب حلفاء النظام".

وقبل وصول وفد برلماني روسي إلى دمشق الأسبوع المقبل في زيارة على أجندتها لقاء الرئيس السوري، استقبل الأسد أمس في ظهور هو الثاني له منذ التقارير عن مرضه وفداً بلجيكياً مؤلفا من 4 نواب سيلتقون قبل إجرائه مباحثات مع رئيسة مجلس الشعب هدية عباس وعدداً من النواب، وفق وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ماذا بقي للفصائل؟

وعلى الأرض، منيت الفصائل بخسارة جديدة بعد سيطرة قوات النظام الأسبوع الماضي على منطقة وادي بردى، خزان المياه المغذي لدمشق، بعد نحو شهر من خروجها من مدينة حلب في أكبر انتصار للرئيس الأسد.

ووفق محللين، فإن هذا التقدم الجديد يتيح للجيش السوري تعزيز أمن العاصمة، وخصوصاً أن الفصائل لم تعد تسيطر إلا على مناطق في الغوطة الشرقية قرب دمشق. كما من شأن الاقتتال الدائر في الشمال ان ينعكس سلباً "ويدفع الأكثر عقلانية اليوم للتفاوض للحصول على عفو، في حين ليس هناك خيار أمام آخرين سوى الذهاب لإدلب".

وبحسب بالانش فإنه "في عام 2013، كانت هجمات المعارضة المتكررة تهدد وسط العاصمة وخطوط التواصل مع الخارج، أما اليوم فباتت في موقع الدفاع، منقسمة ومحاصرة ومن دون أي أمل بالنصر".

back to top