أثار إعلان "معهد إدارة الموارد المائية" في مصر حصاد محصول القمح المزروع بطريقة التبريد قبل نحو أسبوعين، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تنفيذ هذه التقنية في تاريخ الزراعة المصرية، الأمر حالة من التباين في آراء الخبراء، بشأن جدوى هذه التقنية في مضاعفة الانتاج، بما يعود بالنفع على المستوى الاقتصادي.منسق بحوث المياه والري، رئيس فريق العمل في هذا المشروع، علي فرج، قال إن "الواقع هو الفيصل لحسم هذا الجدل"، مؤكدا أن متوسط إنتاجية الفدان بتقنية التبريد في الأرض الرملية 12 اردباً وفي التربة الطينية 16.5 اردبا. وأضاف فرج لـ"الجريدة" أن "هناك محاولات لتطبيق الفكرة على محاصيل استراتيجية شتوية كالفول والعدس، والفكرة تعتمد على تقنية التبريد بما يُحدث تغييرات فسيولوجية في البذور قبل زراعتها، مما يجعلها أكثر استعداداً للنمو بقوة عند وضعها في التربة".
إلى ذلك، أكد وزير الموارد المائية والري، محمد عبدالعاطي، في تصريحات صحافية، أنه لأول مرة يتم زراعة المحصول مرتين خلال العام بدلاً من مرة واحدة، لافتاً إلى أن التقنية تُرشد استهلاك مياه الري، فبدلاً من ري الأرض ستة أشهر أصبحنا نرويها سبعين يوماً فقط، وبالتالي وفرت كمية تتراوح بين 40 و45 في المئة من المياه التي كان يتم استخدامها.على النقيض، قال أستاذ المياه والتربة في جامعة القاهرة، نادر نورالدين، إن "التجربة بلا جدوى، وأنا غير مقتنع بها، فالفدان وفق هذه التقنية يُنتج 10 أرادب فقط، في حين الزراعة الطبيعية تنتج 20 اردباً، وبالتالي لا جدوى من زراعة القمح مرتين سنوياً".وقال أستاذ الاقتصاد الزراعي في جامعة بنها، زكريا الحداد، إن "الحكم على أي تقنية يكون بعد إجراء تجارب علمية دقيقة"، مشيراً إلى أن الزيادة في إنتاجية محصول القمح مرتبطة بالمعاملات الزراعية الجيدة مثل توافر مياه الري وخدمات التربة والبذور السليمة، ثم تأتي النتيجة، وبالتالي لا يمكن تحديد مدى نجاح تجربة القمح المبرد إلا بعد إجراء تجارب علمية.وأوضح الحداد لـ"الجريدة" أن "تجربة زيادة إنتاج القمح بالزراعة في شمال الدلتا نجحت بتربية أصناف تقبل الزيادة في تربة ذات نسبة ملوحة، وبالتالي ثمة إمكانية لزيادة إنتاجية محصول القمح بالمعاملات الزراعية الصحيحة".
دوليات
تباين بشأن جدوى زراعة «القمح المُبرَّد»
02-02-2017