المرجع سلمان الحمود

نشر في 02-02-2017
آخر تحديث 02-02-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي كما ذكرتُ سابقاً، وسأذكر مستقبلاً: "انظر إلى الدستور الكويتي، ثم ارجع البصر كرّتين، لن تجد فيه ما يمنع الضحك والتبسم".

وهذا ما استند إليه وزير الإعلام وزير الشباب، الشيخ سلمان الحمود، حفظه الله، عندما ذكّرنا بأنه "أقسم على حماية المال العام"! وكأنه يقول: كيف تستجوبوني وتتهموني بالفساد المالي، على الرغم من أني قد أقسمت على حماية المال في يوم تعييني؟ وهو سؤال جدير بالتفكير والتحليل والدراسة والنوم العميق.

ولا أدري كيف فات على كتبة الدستور مثل هذا الأمر. ولا أدري لمَ أصر نواب "مجلس الأغلبية" على فتح لجنة تحقيق بقضية الإيداعات المليونية، أو ما يسمى شعبياً "قضية القبيضة"، التي حققت في تسلُّم بعض نواب الأمة رِشاً سياسية، مع أن هؤلاء النواب قد أقسموا على حماية المال العام.

أبدع معالي الوزير، حفظه الله وحفظ مستشاريه ومساعديه، وكانت ذروة إبداعه عندما استعرض أمجاده السياسية: "نؤكد حرصنا على حماية الحريات وعدم المساس بها". الله الله الله. معاليه يقول ذلك بعد أن هَوَت الكويت، كجلمود صخر امرئ القيس الذي حطه السيل من علٍ، من المركز رقم 77 إلى المركز رقم 127 على مستوى العالم، لتتراجع بذلك خمسين مركزاً في خمس سنوات عجاف هزال.

وأظنه كان سيرقص العرضة لو أن ترتيب الكويت لم يتراجع إلا عشرة مراكز أو عشرين مركزاً. أما لو تقدمت الكويت، أو حتى حافظت على مركزها من دون تغيير، فأظنه كان سيدخل القاعة على حصان مزركش مزعفر، دخول الفاتحين، ثم بعد أن يتلفت يميناً ويساراً بزهو، يخطب في قاعة البرلمان خطبة عصماء شمطاء، فيبدأ ردوده على المستجوبين، بعد حمد الله وشكر فضائله وصنائعه: "لكم مني الأمان في دينكم ودنياكم وأموالكم وأعراضكم وأغراضكم وشاظكم وشمشاظكم"، ثم يهز كتفه مرتين لا ثالث لهما، ويغادر القاعة تحت حماية سيوف مستشاريه وانحناءة قادة كتائبه.

مكسب هذا الوزير لنا من حيث لا نعلم، إذ يمكن أن نجعله المرجع لنا في سوء الإدارة، فنقول: "أسوأ من سلمان بنقطتين" أو "أفضل من سلمان بسبع نقاط"... حفظه الله.

على أية حال، حزم الوزير حقائبه السياسية، بعد أن تجاوز عدد طارحي الثقة به العدد المطلوب، وها هو يغادر غير محسوف عليه... وبالسلامة.

back to top