المرجع سلمان الحمود
![محمد الوشيحي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1579110147954926500/1579110167000/1280x960.jpg)
أبدع معالي الوزير، حفظه الله وحفظ مستشاريه ومساعديه، وكانت ذروة إبداعه عندما استعرض أمجاده السياسية: "نؤكد حرصنا على حماية الحريات وعدم المساس بها". الله الله الله. معاليه يقول ذلك بعد أن هَوَت الكويت، كجلمود صخر امرئ القيس الذي حطه السيل من علٍ، من المركز رقم 77 إلى المركز رقم 127 على مستوى العالم، لتتراجع بذلك خمسين مركزاً في خمس سنوات عجاف هزال.وأظنه كان سيرقص العرضة لو أن ترتيب الكويت لم يتراجع إلا عشرة مراكز أو عشرين مركزاً. أما لو تقدمت الكويت، أو حتى حافظت على مركزها من دون تغيير، فأظنه كان سيدخل القاعة على حصان مزركش مزعفر، دخول الفاتحين، ثم بعد أن يتلفت يميناً ويساراً بزهو، يخطب في قاعة البرلمان خطبة عصماء شمطاء، فيبدأ ردوده على المستجوبين، بعد حمد الله وشكر فضائله وصنائعه: "لكم مني الأمان في دينكم ودنياكم وأموالكم وأعراضكم وأغراضكم وشاظكم وشمشاظكم"، ثم يهز كتفه مرتين لا ثالث لهما، ويغادر القاعة تحت حماية سيوف مستشاريه وانحناءة قادة كتائبه.مكسب هذا الوزير لنا من حيث لا نعلم، إذ يمكن أن نجعله المرجع لنا في سوء الإدارة، فنقول: "أسوأ من سلمان بنقطتين" أو "أفضل من سلمان بسبع نقاط"... حفظه الله.على أية حال، حزم الوزير حقائبه السياسية، بعد أن تجاوز عدد طارحي الثقة به العدد المطلوب، وها هو يغادر غير محسوف عليه... وبالسلامة.