عند سفح سلم متعرج خلف أحد أشهر المعابد البوذية في بورما، يقع سوق للمتاجر المتخصصة في الطب التقليدي، تقدم لزبائنها علاجات غريبة، من قطع العاج وأسنان النمور وجلود الفيلة التي تعد الأكثر رواجاً في الآونة الأخيرة.ويتوافد المرضى وطالبو العلاجات التقليدية إلى هذا السوق، ومعظمهم يسأل عن العلاج الجديد، جلد الفيل، الذي تباع القطعة الصغيرة جداً منه بأربع يوروهات.
وهذا الطلب الجديد على جلد الفيلة للعلاج التقليدي يزيد من المخاطر التي يواجهها هذا النوع المهدد في بورما بالاندثار جراء الطلب الكبير على أنيابه العاجية.ويقول صاحب أحد المتاجر الصغيرة، التي تكتظ بالقطع المستخرجة من الحيوانات: "جلد الفيل يشفي من أمراض الجلد مثل الاكزيما".ويشرح لمراسل وكالة الصحافة الفرنسية كيفية تحضير هذا العلاج: "تحرق قطع الجلد في إناء من الفخار، ثم يخلط الرماد بالزيت وتدهن به بقع الاكزيما".وإلى جانبه، ينطلق شاب في شرح فوائد العجينة المصنوعة من أسنان الفيل في علاج الأمراض الجلدية، قائلاً: "يصبح الوجه ناعماً ونقياً وأبيض" بفضل هذه التركيبة.وفي أقل من عقد من الزمن، انحسر عدد الفيلة البرية في بورما إلى النصف، ولم يبق منها سوى ما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف، وفقاً للأرقام الرسمية المنشورة أخيراً.ويعود هذا التراجع إلى تدمير المواطن الطبيعية للفيلة بسبب النشاط البشري، إضافة إلى صيدها للحصول على أنيابها وجلودها المستخدمة في الطب الشعبي.
أخر كلام
أمراض البشر الجلدية تهدد أفيال بورما
02-02-2017