أدت العملية العسكرية الأولى التي أجازتها الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في الشرق الأوسط واستهدفت تنظيم القاعدة في اليمن، إلى مقتل مدنيين بينهم أطفال وجندي أميركي.

Ad

وأقرت القيادة المركزية للقوات الأميركية في الشرق الأوسط في بيان الأحد في اليوم نفسه الذي نفذت فيه العملية بأن القوات الأميركية الخاصة نفذت عملية في يكلأ بوسط اليمن أسفرت «على الأرجح» عن مقتل مدنيين بينهم أطفال.

وتوجه الرئيس الأميركي الأربعاء إلى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير (شرق) لاستقبال جثمان وليام «راين» اوينز (36 عاماً)، أحد عناصر قوات النخبة في سلاح مشاة البحرية الذي قتل في العملية.

وفي تقرير نشر الخميس بعنوان «القاعدة في اليمن: قاعدة في طور التوسع»، أوضحت مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) أن العملية أدت إلى مقتل «العديد من المدنيين بينهم على الأقل عشر نساء وأطفال»، بالإضافة إلى رجال من القبائل المحلية.

واعتبرت المجموعة المستقلة التي تحلل النزاعات حول العالم أن العملية «لا تبشر بالخير» في الجهود المبذولة من أجل «مواجهة القاعدة في جزيرة العرب بذكاء وفعالية»، لأنها تعزز حجة التنظيم الذي يؤكد أنه «يدافع عن المسلمين ضد الغرب».

وتمت العملية بعد أسبوع على تولي ترامب مهامه الرئاسية، وكانت الأولى التي تحصل على ضوء أخضر من الرئيس الجديد في إطار تعزيز مكافحة «التطرف الإسلامي».

وشدد البنتاغون على أن العملية كان يتم الإعداد لها منذ فترة طويلة وبموافقة من إدارة باراك اوباما، إلا أن «أسباباً عملانية» حالت دون تنفيذها قبل أسبوعين عندما كان الرئيس السابق لا يزال في منصبه، وتم تغيير الموعد إلى يوم الأحد في 29 يناير.

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر أقر الأربعاء بأنه لا يمكن اعتبار أن العملية «نجحت 100%» بسبب مقتل الجندي الأميركي، لكنها أتاحت الحصول على «كمية هائلة» من المعلومات حول تنظيم القاعدة.

وأعلن البنتاغون مقتل 14 مقاتلاً من القاعدة، وقالت القيادة المركزية في بيان أن «مدنيين قتلوا على الأرجح في تبادل اطلاق نار خلال عملية عسكرية في اليمن في 29 يناير وأن بينهم أطفالاً على ما يبدو».

ويبدو أن الضحايا المدنيين قتلوا عندما تدخلت طائرة أميركية لمساعدة القوة الخاصة التي نفذت العملية العسكرية عند الفجر.

معقدة

وتابع بيان القيادة المركزية أن الجنود الأميركيين الذين كان من المفترض أن ينفذوا العملية بشكل مباغت فجراً «تعرضوا لإطلاق النار من كل جانب بما في ذلك منازل ومبان مجاورة».

وتابعت أن العملية «معقدة» وشملت أسلحة نارية صغيرة وقنابل يدوية ونيراناً جوية من مسافة قريبة من طائرات أو مروحيات أميركية.

وأضافت أن الضحايا المدنيين من النساء والأطفال قتلوا على ما يبدو في اطلاق نار جوي من الطائرات التي أتت لدعم الجنود على الأرض.

وقال المتحدث باسم القيادة الأميركية الكولونيل جون توماس إن «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب لديها تقليد راسخ ومروع يقوم على وضع نساء وأطفال في مناطق عملياتها ومعسكراتها، كما أنها تتجاهل باستمرار أرواح الأبرياء».

في الجانب الأميركي، أصيب ثلاثة جنود أميركيين بجروح في المواجهات بالإضافة إلى مقتل الجندي، كما أصيب ثلاثة عسكريين آخرين بجروح في حادث مروحية من طراز «في 22 اوسبراي» بالقرب من مكان العملية.

وقامت المروحية بهبوط عنيف خلال العملية، واضطر الجنود الأميركيون إلى تدميرها حتى لا تقع في أيدي تنظيم القاعدة.

وكان وليام «راين» اوينز من قوات النخبة في مشاة البحرية المتخصصة في العمليات المحددة الأهداف ضد الشبكات الإرهابية.

وكان الهدف من العملية جمع معلومات استخباراتية خصوصاً من خلال ضبط أجهزة كمبيوتر ومعدات الكترونية للتنظيم الذي تعتبره الولايات المتحدة الفرع الأكثر خطورة للتنظيم المتطرف.