أحيت فرقة حمد بن حسين الشعبية، مساء أمس الأول، في مركز الأمريكاني الثقافي، ليلة غنائية فلكلورية، على إيقاع الطبول البحرية، والنغم الشعبي العريق، فاح منها عبق الموروث الأصيل لكويت الماضي، وذلك ضمن موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الـ22.

وحضر الليلة الغنائية حشد جماهيري، من مختلف الفئات والأعمار، إضافة إلى عدد من أبناء الجالية الأوروبية الذين أظهروا تفاعلا كبيرا مع كل حركة راقصة أو إيقاع صاخب، طوال فقرات الحفل الذي امتد الى نحو 90 دقيقة.

Ad

وقدمت الفرقة التي تميز أعضاؤها بالانسجام الواضح سواء في اداء رقصات الموروث الشعبي البحري او الغناء بشكل "هارموني" كل ألوان الفنون التي تميزت بها وجعلها تحتل مكانة قيمة على مختلف الصعد، ومنها "القادري"، و"العاشوري"، و"السنقني"، و"الحدادي"، و"الدواري" و"الصوت" و"النحبة" و"اليوه".

وغنى مطرباها ناصر بوعوض وأبودخيل عددا من اغاني نجوم الغناء الكويتي القديم والحديث، ومنهم عايشة المرطة وعبدالله فضالة وعبداللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وعودة المهنا وعوض دوخي وغريد الشاطئ شادي الخليج.

وأعرب عازف المزمار الاول في الفرقة محمد صالح عن سعادته وزملائه بتقديم الفن البحري أمام هذا التجمع الطيب الذي يضم عددا كبيرا من عشاق فنون المروث الشعبي، لاسيما ان الفرقة حريصة على تقديم كل ألوان تراث الآباء والأجداد الذي يحمل جمال الكلمة واللحن.

ومن جهة أخرى، استضافت دار الآثار الاسلامية وزير الآثار المصري السابق أستاذ الآثار المصرية القديمة في جامعة عين شمس د. ممدوح الدماطي، الذي ألقى محاضرة في مركز اليرموك الثقافي ضمن المحاضرات الاسبوعية لدار الآثار تحت عنوان "ماعت، الحق- العدل- النظام".

واستهل د. الدماطي محاضرته قائلا: "بينما يبحث العالم اليوم عن القيم الأخلاقية الممثلة للحق والعدل، يشهد تاريخ مصر لها بالسبق حين عملت منذ آلاف السنين على ركيزة وعلاقة وثيقة بمقتضى (ماعت) وهي مفهوم فلسفي أخلاقي يعني الحق- العدل- النظام".

وقدم د. الدماطي، من خلال عرض كمبيوتري جولة مبهرة لروعة ودقة المخطوطات الفرعونية. ومن خلال محاضرته ألقى د. الدماطي الضوء على الدستور الذي نظم حركة الكون في مصر القديمة، والقانون الذي رسم علاقة الملك بالشعب، والشعب بالملك. وهي أيضاً المبدأ الأخلاقي الذي كان على كل مصري اتباعه في حياته اليومية، وعليه أن يعمل بمقتضاه لإقامة الحق والعدل والنظام أمام الله في الأسرة والمجتمع والأمة والبيئة.

وأكد ان الدستور شكل ميثاقا ضمنيا بين المصري القديم والدولة، كمبدأ لتلبية احتياجات الطرفين المواطن والدولة المصرية، وذلك لتجنب الفوضى، وأصبح أساس القانون المصري. وأصبح الملك منذ نشأة الدولة المصرية يصف نفسه بأنه "نب ماعت" أي رب ماعت. وكان على الملك أن يثبت للآلهة المصرية أنه يحكم مصر بالـ"ماعت" أي بالحق والعدل والنظام. وعقب انتهاء المحاضرة دار حوار ونقاش بين الضيف والحضور الذي كان من بينهم عدد كبير من المهتمين وأصدقاء الدار ونخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين. وأدار الحوار بدر البعيجان رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء الدار.