محطات عدة يتضمنها برنامج «مركز التراث اللبناني» تندرج ضمن خطته في جمع عناصر التراث اللبناني في أشكاله المادية وغير المادية، أن يكون لولب حركة ثقافية تجمع معالم التراث وأعلامه وعلاماته بسلسلة محاضرات وندوات في حرم الجامعة، وأن يكون مركز توثيق ودراسات وأبحاث تشكل قاعدة معلومات لنشر التراث اللبناني في فروعه المتنوعة». من أبرز هذه المحطات:
أولاً - في الإصدارات الأكاديمية
1- إصدار كتاب «المهاجرون اللبنانيون الأوائل إلى أميركا في مطلع القرن العشرين»، تأليف سلوم مكرزل وحبيب قطش، الطبعة الأولى 1908 (300 صفحة) ومنشورات جريدة «الهدى» نيويورك.2- إصدار كتاب «بيريت» أول وأقدم كتاب مطبوع في العالم عن بيروت، تأليف يوهان ستروخي برونزفيك (ألمانيا) 1662. الكتاب صادر عام 1662 في 60 صفحة، عن مخطوطة نادرة باللاتينية القديمة، هي في الأصل رسالة جامعية وضعها يوهان ستروخي أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه. وهو أول وأقدم نص مطبوع ومجهول عن بيروت. أهميته البالغة في مضمونه ونشره معلومات غير معروفة عن بيروت، من بينها حقائق موثقة عن مدرسة الحقوق في بيروت ومعلميها وطلابها، وعن وضع بيروت الاقتصادي والاجتماعي في القرن السابع عشر وعن دورها الرائد في الشرق.3- إصدار كتاب «المتحجرات في لبنان - ذاكرة الزمان»، تأليف ميراي غاييه وبيار أبي سعد - منشورات «ديزيريس» باريس 2012، 200 صفحة حجماً كبيراً.4- دراسة مقارنة: التراث اللفظي اللبناني وأنماطه الشبيهة في الغرب. كتاب مشترك التأليف يضم دراسات وأبحاثاً أكاديمية علمية يكتبها خصيصاً باحثون خبراء في الزجل اللبناني تاريخاً ومعالم وما يقابله في الغرب من تراث شفوي، في استطلاع مقاربات لغوية واجتماعية لأنماط هذا الشعر الشفوي اللفطي، الشرقي والغربي، إبان حقبة زمنية تتراوح بين العصور الوسيطة وعصر النهضة، والتأثر المتبادل بين الشرق والغرب.5- إصدار العقدين السادس والسابع من مجلة «مرايا التراث». بعد الأعداد الخمسة من هذه المجلة المحكمة التي يصدرها «المركز» مرتين في السنة، والتي أخذت مكانها المشرف في الوسط الأكاديمي اللبناني، يعد المركز لإصدار العددين السادس (مايو 2017) والسابع (أكتوبر 2017)، وفيهما مجموعة جديدة من الدراسات والأبحاث الأكاديمية العلمية الموثقة عن جوانب جديدة من التراث اللبناني الغني إعلاماً ومعالم فريدة.ثانياً - في المؤتمرات وورش العمل
6- المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الجبرانية. بعد المؤتمرين الأولين عامي 1999 و2012 في جامعة ميريلاند الأميركية، ينعقد هذا المؤتمر الدولي الثالث لأول مرة في بيروت، اشتراكاً مع «الاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية» و«كرسي برنامج جبران خليل جبران» في جامعة ميريلاند.تستضيف الجامعة اللبنانية الأميركية في حرمها هذا المؤتمر (يوماً أو يومين) بدعوة وتنظيم من «مركز التراث اللبناني» ومشاركة باحثين من لبنان والعالم خبراء بجبران يتداولون في ثلاث جلسات عمل وجلسة افتتاح وجلسة ختامية، نواح جديدة من نتاج جبران الكتابي والتشكيلي وما يبقى اليوم من مسيرته الإبداعية إزاء متغيرات الزمن الحديث ومعالمه المعاصرة.7- تنظيم ورشة عمل أكاديمية في «متحف قرداحي» التابع في جبيل للجامعة حول أهمية جبيل في التاريخ، تنسيقاً مع مسؤول الجامعة في إدارة المتحف، لدراسة حقبات في التاريخ كانت فيها جبيل منارة حضارة ومنها:أسرة انبرياتشي جاءت من جنوى إلى جبيل (ق12) وبقيت فيها 200 سنة، وكان لها تأثير كبير تجاري وحضاري.أحدث الدراسات عن حفريات قلعة جبيل ومرفئها في قراءة جديدة أركيولوجية علمية موثقة عن تركيب القلعة وبنائها.ثالثاً - «مركز التراث اللبناني» متحف افتراضي
8- إنجاز المتحف الافتراضي للمركز (تعمل عليه حالياً الدائرة المختصة في الجامعة) تم اطلاقه في احتفالية كبرى لفرادته بين جميع الجامعات في لبنان نوعاً ومواد وكنوزاً تراثية.وفاء للرسالة
جاء الإعلان ضمن مؤتمر صحافي عقد في حرم الجامعة اللبنانية الأميركية في حضور نقيبي الصحافة اللبنانية والمحررين عوني الكعكي والياس عون، أكد خلاله رئيس الجامعة الدكتور جوزف جبرا أن مدير المركز الشاعر هنري زغيب يعكف منذ سنوات على إزاحة ستارة النسيان عن ماض عريق للبنانيين، واليوم، يجدد التزامه ومضيه في مهمته هذه، التي لا تهدف إلا الى إحياء مجد تليد، ملأ وطننا وإنساننا، فتميز في الحضارة والعطاء ورسالة البشر.أضاف: «15 عاماً، ولا يزال هذا الشاعر، المرهف، الوطني، عنيداً في مثابرته، وفي إثبات عشقه المستدام لهذه الأرض، محترماً ما قدمته، بناسها، إلى سواها، فكأني به، في ما يفعل، ماض على وعد ربما قطعه، ذات يوم، للكبير سعيد عقل، أو للخالدين عاصي ومنصور الرحباني، بأن يحفظ عهدهم في حفظ ذاكرة شعب وطن عظيم، هو لبنان. وأنى لمثل مهمة سامية كهذه أن تجد تربة أصلح من الجامعة اللبنانية الأميركية، لتزهر وتنمو، كرمة تسقي العطاش، خمرة الفكر، لتسكرهم بحب بقعة أحبها الله، فزرع أرزه فيها». تابع: «الجامعة في ما تفعل، تثبت وفاءها لرسالتها، إزاء هذا المجتمع، وإزاء مؤسستها التي عشقت هذه الارض، فانتقلت منذ أكثر من مئة وتسعين سنة، من أميركا إلى شاطئنا الجميل، لتطلق، بحب، أول مدرسة للإناث في الإمبراطورية العثمانية».