طاقية الإخفاء
أنا المعلم الذي يدرسك فتسخر منه، والطبيب الذي يسهر على راحتك فتتعدى عليه... أنا العامل الذي يستقبل وابل إهاناتك بابتسامة فلا خيار لدي، أنا المقيم الشقيق الذي تحول "وافداً" بكل ما تحمله الكلمة من ازدراء.
![دانة الراشد](https://www.aljarida.com/uploads/authors/400_1702572887.jpg)
أنا أخوك في الإنسانية، أنا مَن فضّل العمل في بلدك "المسلم" الشقيق على الاغتراب، وإذا بي أباغت بشتى أشكال العنصرية والاستهزاء وأتعرض لها بشكل يومي. أنا المعلم الذي يدرسك فتسخر منه، والطبيب الذي يسهر على راحتك فتتعدى عليه... أنا العامل الذي يستقبل وابل إهاناتك بابتسامة فلا خيار لدي، أنا المقيم الشقيق الذي تحول "وافداً" بكل ما تحمله الكلمة من ازدراء.تتهمني بمزاحمتك في بلدك، كيف وأنت ترفض العمل في الكثير من الوظائف الفنية وحتى المكتبية، بل بالكاد تقوم بعملك! أقوم بنفس عملك ولكن بفارق يتجاوز الـ400 دينار غالباً، وبكل طيب خاطر أقول: "ابن البلد يستاهل التشجيع، وله الأحقية بخيراتها". لكن ما أستغربه فعلاً هو المطالبة بزيادة تلك الفجوة بيننا وجعل حياتنا هنا أكثر صعوبة بسن القوانين التعسفية تجاهنا وإطلاق التصريحات العنصرية ضدنا.تطالبوننا بخدمتكم بلا كلل ولكنكم ترفضون تواجدنا معكم ومشاركتكم الأسواق والمكاتب والأماكن العامة، بل وخصصتم ضمنياً مرافق عامة لـ"عيال الديرة" وأخرى لنا كالمولات التجارية والحدائق وحتى المستشفيات. فهل صرنا اليوم طفيليات بعد عقود من العمل في بناء البلد وحملها على أكتافنا؟ وهل نلبس "طاقية الإخفاء" كي لا نسبب لكم أي إزعاج؟! أخوكم "الوافد"