موضة العلاج بالمطهرات الكيميائية
كثير من المتخصصين في السموم الغذائية والدوائية يحاولون جهدهم لإيجاد حلول صحية لمساعدة الجسم في التخلص من السموم الغذائية، كالمواد الكيميائية المضافة إلى الأغذية الجاهزة، المعلب منها أو مسبق التحضير، وخصوصا أغذية الأطفال، وهذه المواد تطورت سريعا مع ازدياد الطلب عليها، كالمواد الحافظة أو المنكهة أو الأصباغ "الغذائية" والمشهية! في حين ترفض بعض طبقات المجتمع هذه الجهود والنصائح الصحية وتضرب بها عرض الحائط، بحجة أن الكثير يستخدمونها ومنذ زمن ولم يحدث لهم شيء! غير أنهم يعتبرونها ضرورية تجاريا وحتى لا يشعر "المستهلك" للغذاء أو الدواء بالملل!ويقف الباحثون مندهشين أمام غير المتخصصين في الصحة والتغذية، ويروجون طرقاً كيميائية سمية للعلاج من السرطان مثلا، وهو بما يسمى العلاج بالكالسيوم كلورايت! وهو يعتبر مادة كيميائية مطهرة تستعمل لتبييض الملابس وتلميع الزجاج والأواني، ولتعقيم مياه أحواض السباحة والمياه الراكدة أو مياه المجاري من الجراثيم! وكلورايت الصوديوم يستعمل في البيوت والمطاعم والمستشفيات لتعقيم البيئة إجمالا! وينتج عنهما غاز الكلوراين السام أو الخطير على الأغشية أو الأنسجة المخاطية للعيون والأنف والجهاز التنفسي، ولكن وإن كان الكالسيوم منه أقل سمية من الصوديوم، فإنه يحمل الخطورة ذاتها بقوته في القضاء على البكتيريا والكائنات الدقيقة الموجودة كلها.
فإن أخذ عن طريق الفم كعلاج، حسب رأيهم ومحاولاتهم، فإنه سيقضي أيضا على البكتيريا النافعة في الأمعاء والقولون، وقد أرادوا به قتل الفيروسات "حسب ما يقولون" أو الخلايا السرطانية! مسببا ألما ومغصا عند مرضى القولون العصبي، وتلبكاً في الهضم، نتيجة حدوث تقرحات في الأمعاء بسبب الكلوراين الناتج عنه، والذي يؤدي إلى تقرحات في الجهاز الهضمي، نتيجة اختلال توازن البكتيريا اللازمة لسلامة الجهاز الهضمي وواجباته نحو الغذاء وأيضه! وهذا الاختلال بدوره سيؤدي إلى الإمساك والبواسير والآلام المزمنة في البطن! أما التعرض له محلولا في الماء فسيفقده خصوصيته كمعقم للجراثيم، في حين سيؤدي إلى استنشاق الكلوراين، مما يحدث ضيقا في التنفس كالربو، ويؤدي إلى احتباس الماء في أنسجة الجهاز التنفسي "أنجيو أديما" وقد يؤدي ذلك إلى الموت. بينما تعترف هذه "الطبقة المعالجة" بأن استعماله في كبسولات دوائية سيحدث ضعفا وإنهاكا في الجسم، ولن يشعر المريض برائحة الكلوراين! غير أن التعرض سيؤدي إلى حروق وتقرحات كيميائية جلدية نتيجة موت الخلايا الملامسة له ويصعب ترميمها، غير أن كل الأبحاث إلى الآن لم تثبت أن بلعه سيؤدي إلى السرطان، بحد ذاته، في حين سيزيد من سيولة الدم والدهون النافعة والبروتين الغذائي؛ مما سيؤدي إلى تلف الخلايا ذاتها مسببا انسداداً غير متوقع في الشرايين.