لا بديل عن قيادة الولايات المتحدة للعالم الحر
![الغارديان](https://www.aljarida.com/uploads/authors/55_1706466282.jpg)
أعلنت ماي أن الدفاع عن الأصدقاء والحلفاء في "المناطق الصعبة" يشمل حماية دول البلطيق بقدر إسرائيل. وأكّدت أن حركة التدخل لتغيير الأمم صارت جزءاً من الماضي، "إلا أننا لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي ونحن نواجه مخاطر حقيقية". أخيراً، شددت ماي على أن انسحاب الولايات المتحدة من التزاماتها الأساسية يسمح للقوى المعادية والمثيرة للجدل بجني الفوائد: "عندما يتقدّم آخرون بينما نتراجع نحن، يصبح الوضع سيئاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وبريطانيا، بل معظم دول العالم". ويشمل مَن قد يحققون المكاسب روسيا، والصين، وإيران، التي ستنشر "نفوذها الخبيث".في أعقاب انتخاب ترامب، كثر الحديث بين بعض القادة الأوروبيين عن بناء استقلال القارة الإستراتيجي، لكن الوقائع تُظهر أنه ما من استقلال مماثل في مجال القدرات الدفاعية، وعندما أعلنت ميركل قبل أسبوع من تسلُّم ترامب منصبه أنه "ما من ضمانات" على أن الولايات المتحدة ستهب دوماً لحماية أوروبا، كانت تدق ناقوس الخطر لا تقدّم حلاً عملياً. نستثني من ذلك اختبارين قريبين، يرتبط الأول بالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا بسبب سلوكها في أوكرانيا.أما الثاني، فيرتبط بإيران، حيث إن للأوروبيين مصالح كثيرة تدفعهم إلى الحرص على أن تصمد الصفقة النووية، ولا يعود ذلك إلى مجرد مشاركتهم في المفاوضات التي أفضت إليها، لكن ذلك لا يعني أنهم لا يرحبون بممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً جديدة على إيران سبق أن تحدث عنها ترامب.يرجع هذا الترحيب إلى التغلغل العسكري الإيراني العميق في الحرب الأهلية السورية، وهو ما يعزز الأصولية والجهاد السنيين ولا يحد منهما، وبما أن أوروبا تقع على عتبة معمعة الشرق الأوسط هذه، كان لكل هذا الإرهاب وحركات اللجوء تأثير حاد فيها.نظراً إلى كل هذه الوقائع، وفي ظل غياب البديل، تنشأ معادلة محتملة قد يتوصل معها ترامب، وأوروبا، وروسيا إلى قاسم مشترك، ربما "صفقة" لا تحطم الوحدة عبر الأطلسي، وفي هذه الحال نكون واهمين إن ظننا أن ترامب سيغوص في مناورات جيو- سياسية معقدة، صحيح أن العواصم الأوروبية ما زالت تخشاه، لكنها لاحظت أيضاً أنه وعد في خطاب تسلمه منصبه "بتعزيز التحالفات القديمة"، فضلاً عن سعيه إلى إقامة "تحالفات جديدة".قد يكتشف ترامب أن التوصل إلى تحالفات جديدة صعب، وأن للتحالفات "القديمة" مزايا عدة، وقد يدرك في الواقع وعلى الأرض، وإن لم يقر بذلك علانية، أنه هو أيضاً يفتقر إلى البديل، ولا شك في أن هذا يحمل بعض الأمل.ناتالي نوغايريد ** (الغارديان)
إذا أدارت الولايات المتحدة ظهرها إلى مبادئ الوحدة الغربية فسينشأ عالم لا ضوابط فيه وهكذا يخسر الجميع