صعّدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مواقفها بشكل متسارع ضد إيران. وفي أول إطلالة له بعد تعيينه، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك فلين أن الولايات المتحدة "توجه تحذيراً رسمياً" لإيران بسبب التجربة الصاروخية البالستية وتحركات المتمردين الحوثيين في البحر الأحمر.

من ناحيته، شن ترامب أعنف هجوم له على طهران في سلسلة تغريدات على "تويتر". وقال الرئيس الأميركي إنه تم تحذير إيران رسمياً من تجربة إطلاق صاروخ باليستي، مضيفاً أن طهران "تواصل التمدد في العراق أكثر فأكثر، رغم "إهدار الولايات المتحدة 3 تريلوينات دولار هناك".

Ad

ورأى الرئيس الأميركي أن "إيران كانت على وشك الانهيار حتى جاءتها الولايات المتحدة ومنحتها الحياة بعد أن أعطتها 150 مليار دولار على شكل صفقة"، مضيفاً أنه "يجب على طهران أن تشكر الولايات المتحدة على هذه الصفقة".

تيلرسون

في سياق آخر، وبعد تأجيلٍ فرضته أجواء التشنج السياسي النادر مثيله في تاريخ واشنطن وافق مجلس الشيوخ الاميركي ذو الأغلبية الجمهورية أمس الأول على تعيين ريكس تيلرسون (64 عاما)، رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة اكسون موبيل وزيرا للخارجية في ادارة دونالد ترامب. وأيد 56 من اعضاء مجلس الشيوخ تعيين تيلرسون مقابل 43.

وبعد أداء تيلرسون اليمين في البيت الأبيض، أمس الأول، قال الرئيس الأميركي إن الوزير الجديد يتفهم جيداً أن وظيفته هي جعل الشعب الأميركي أكثر أمناً.

وفي تغريدة، قال ترامب أمس إن تيلرسون الذي اصبح قائد أقوى قوة دبلوماسية في العالم "سيتألق كنجم".

وعارضت أغلبية الديمقراطيين هذا التعيين بسبب علاقات سابقة كانت تربط تيلرسون بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، الا أن تيلرسون بسبب منصبه السابق يرتبط بعلاقات مع معظم قادة العالم.

أمر اتحادي

على صعيد آخر، تواصلت التظاهرات بشأن القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب بخصوص الهجرة ومنع بموجبه اللاجئين ومواطني 7 دول تسكنها أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة مؤقتاً.

وأمر قاض اتحادي في لوس أنجلس إدارة ترامب بالسماح للمهاجرين من الدول السبع بدخول الولايات المتحدة إذا ما اجتازوا مراحل الفحص الأمني الأولية المطلوبة للحصول على إقامة قانونية.

ويأتي قرار القاضي أندريه بيروتي بعد قرارات مماثلة من قضاة اتحاديين في أربع ولايات أخرى على الأقل تحدت الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب.

لكن قرار بيروتي ركز على مجموعة كبيرة من أبناء الدول السبع، وهي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسورية واليمن كانوا خارج الولايات المتحدة ويحاولون دخولها.

وبموجب الحكم المؤقت أمر بيروتي المسؤولين الأميركيين بالامتناع عن "نقل أو اعتقال أو منع دخول المدعى عليهم أو أي شخص آخر يحمل تأشيرة هجرة سليمة بعد وصوله من واحدة من الدول السبع".

ولا ينطبق قرار بيروتي على السياح والطلبة ورجال الأعمال.

الاتفاق الغبي

من جهة أخرى، أنهى ترامب بصورة مفاجئة وحادة مكالمة هاتفية أجراها الأسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تورنبول.

واعتبر ترامب الحديث مع تورنبول "أسوأ مكالمة يجريها إلى حد بعيد في ذلك اليوم"، الذي تحدث فيه مع قادة 4 من دول العالم، وفق ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين أمس.

وكان من المقرر أن تستمر المكالمة ساعة كاملة لكنها انتهت عند الدقيقة الـ 25، ما يشير إلى حجم الانزعاج الذي أبداه ترامب.

وأرجعت الصحيفة انزعاج الرئيس الأميركي إلى الاتفاق الذي أبرمته الحكومة الأسترالية مع إدارة سلفه باراك أوباما، ويقضي باستيعاب الولايات المتحدة مهاجرين غير شرعيين إلى أستراليا.

ووصف ترامب لاحقا في تغريدة على "تويتر" الاتفاق بالأخرق، متعهدا بإخضاعه للدراسة مجددا.

وتجنب رئيس الوزراء الأسترالي الإجابة عن سؤال حول المكالمة، واكتفى في مؤتمر صحافي بالقول: "يمكنني أن أؤكد لكم أن العلاقات قوية جدا". وتعتبر أستراليا من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وهي من مجموعة الدول التي تعرف بـ"العيون الخمس" والتي تتقاسم معها واشنطن بانتظام معلومات استخباراتية حساسة.