بدأنا في الأسبوع الماضي سلسلة من المقالات عن مراسلات بين الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، والمعتمدية البريطانية في الكويت تتعلق بمجلس المعارف (التعليم)، وكانت الرسائل الأولى التي استعرضناها تتعلق بتجديد عقد مدير المعارف الكويتية بالقاهرة أحمد صادق حمدي، الذي لا نعرف عنه الكثير.

واليوم نتناول رسالة أخرى حول المعارف، وهي رسالة من المعتمدية البريطانية إلى الشيخ أحمد الجابر، تطالب فيها بمبلغ من المال للمعهد البريطاني بالقاهرة، مقابل تعليم أحد أبناء الأسرة الحاكمة، وهو الشيخ جابر عبدالله الجابر الصباح. وإليكم نص الرسالة:

Ad

"حضرة صاحب السمو الشيخ سر أحمد الجابر الصباح كي.سي. اس. اي ـ كي. سي. اي. اي. حاكم الكويت المعظم،،

تحية واحترام فائقتين

أتشرف أن أرسل بطيه نسخ رسالة وبعض قوائم التي تدل على أن هناك مبلغ قدره 5 جنيهات مصرية و60 مليم مطلوبة من جابر العبدالله الجابر إلى المعهد البريطاني في القاهرة. سأكون ممتنا إذا تمكنتم سموكم ورتبتم استلام هذا المبلغ من الشخص المختص وأرسلتموه لي حتى أرسله إلى المعهد البريطاني في القاهرة.

هذا وتفضلوا يا صاحب السمو بقبول فائق احتراماتي ودمتم".

وردَّ الشيخ أحمد الجابر على الرسالة برسالة جوابية ضمنها شيكاً بالقيمة المطلوبة، وهذا هو رد الشيخ أحمد:

"حضرة حميد الشيم الأجل الأفخم المحب العزيز الميجر ام. او. بي. سي. تاندي المعتمد السياسي بالكويت المحترم

بعد السلام والتحية،،

نشير لكتابكم المرقم 334 والمؤرخ 14/ 10/ 45، ونقدم لكم بطيه صكاً بمبلغ 5 جنيهات مصرية و60 مليم، وذلك تسديد طلب المعهد البريطاني في القاهرة على جابر العبدالله، هذا والباري يحفظكم".

والشيخ جابر عبدالله الجابر، حفظه الله، من مواليد عام 1930م، ووالدته هي منيرة أحمد الجابر الصباح، وتلقى تعليمه في الكويت أولاً بالمدرسة المباركية والمدرسة الشرقية، وفي عام 1944 درس في القاهرة، ثم سافر إلى بريطانيا لدراسة الحقوق في كلية "سان كريستوفر" وتخرج فيها عام 1953م. تم تعيينه نائباً لرئيس دائرة المحاكم في عام 1949، وتقلد أيضاً منصب نائب رئيس المعارف، ونائب رئيس الأوقاف والأيتام حتى عام 1961م. وفي عام 1961م، عينه الشيخ عبدالله السالم محافظاً لمحافظة الأحمدي، وهو المنصب الذي استمر به إلى عام 1985م، ثم تولى منصب محافظ العاصمة. كما أنه عين وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في عام في يونيو 1990م. وهو مؤسس أول حديقة حيوان في الكويت والخليج العربي، وهي حديقة "سلوى"، التي انتقل اسمها إلى منطقة سلوى الحالية.