أطباء يتواصلون مع مرضى «الشلل الكامل»
نجح علماء من مركز للبحوث بسويسرا في التواصل للمرة الأولى مع مرضى مصابين بشلل تام، واكتشفوا بفعل هذا التواصل أن هؤلاء الأشخاص سعداء.والمرضى الأربعة الذين تم التواصل معهم، بفضل جهاز اتصال بين الكمبيوتر والدماغ، يعانون جميعاً مرض التصلب الجانبي الضموري. ويحول هذا المرض الانتكاسي العصبي دون قيامهم بأي حركة. وهذه الحالة تعرف باسم متلازمة المنحبس التامة، ما يعني أن هؤلاء يكونون أسرى بالكامل في أجسامهم، ولا يستطيعون التنفس إلا بالاستعانة بآلات، وهم لا يستطيعون حتى الغمز بالعين.وقام العلماء الذين نشروا هذه الدراسة في مجلة "بلوس بيولوجي" العلمية الأميركية بقياس مستويات الأكسجين في الدماغ.
وسمحت هذه الطريقة للباحثين بمعرفة ما إذا كان المرضى يجيبون بـ"نعم" أم "لا" على سلسلة أسئلة. ولاحظ الباحثون أن المرضى أجابوا بشكل صحيح سبع مرات من أصل عشر. بعض الأسئلة كان عادياً، من بينها "هل اسم زوجكم يواكيم؟"، أو "هل برلين عاصمة فرنسا؟"، فيما تناولت أخرى مواضيع عاطفية. وفي هذا الإطار، سأل الباحثون أحد المرضى عما إذا كان على ابنته الزواج من حبيبها الحالي، وقد أجاب "كلا" تسع مرات.لكن ما يثير الدهشة بدرجة أكبر، هو أن المرضى الأربعة أجابوا بـ"نعم" خلال فترة أسابيع عدة على سؤال يجد البشر الأصحاء في كثير من الأحيان صعوبة في الرد عليه، وهو "هل أنتم سعداء؟".ويوضح الأستاذ في مركز ويس سنتر في جنيف نيلس بيرباومر، وهو أحد مُعدي الدراسة "في البداية فوجئنا بهذه الردود الإيجابية من مرضانا المصابين بشلل كامل بشأن جودة حياتهم".