مع حلول الذكرى الأولى للعثور على جثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، في منطقة صحراوية غربي العاصمة المصرية، 3 فبراير 2016، وعليها آثار تعذيب واضحة، لايزال الغموض يكتنف القضية التي أثرت سلباً على مجمل علاقات مصر وإيطاليا، وسط اتهامات مسؤولين إيطاليين لأجهزة أمن مصرية، بالضلوع في اختفاء الباحث الإيطالي ومقتله، وهو ما دأبت القاهرة على نفيه.

وفي حين تتمسك روما بالكشف عن الحقيقة الكاملة، تخبطت وزارة الداخلية المصرية في سيناريوهات غير مكتملة، خلال العام الماضي، من البدء باتهام الباحث الإيطالي، الذي جاء إلى القاهرة نهاية 2015 للحصول على شهادة الدكتوراه حول "النقابات العمالية المستقلة" في مصر، بالعمل ضد مصر لمصلحة جهات غير معلومة، من ناحية، واتهام أطراف أخرى بقتله، حيث سبق أن قتلت قوات الأمن عددا من المتهمين، في منطقة التجمع الخامس، منتصف العام الماضي، بتهمة تخصصهم في سرقة أجانب، بينهم ريجيني، وهو الاتهام الذي سرعان ما تبين عدم دقته.

Ad

الجانب الإيطالي أصر منذ اللحظة الأولى لاكتشاف الواقعة، على إظهار الحقيقة، خصوصا بعدما قال المدعي العام الإيطالي، إن علامات التعذيب التي اكتشفت في جثة ريجيني "أخطر كثيرا" من تلك التي كشف عنها تقرير "الطب الشرعي المصري"، وقال عقب لقاء مع النائب العام المصري العام الماضي: "في الحقيقة، كان ينبغي على الزميل المصري الاعتراف بأن الجريمة كانت نتيجة وحشية زائدة"، حيث أظهر التقرير الإيطالي، أن سبعة ضلوع مكسورة في الجثة، إضافة لعلامات صعق بالكهرباء وإصابات داخلية ونزيف في المخ.

وفي حين ذهب أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، جهاد عودة، إلى أن "العلاقات المصرية - الإيطالية تأثرت بلا شك بحادث مقتل ريجيني، خاصة في المجال الاقتصادي"، اعتبر الحقوقي جمال عيد أن جهات التحقيق المصرية سلكت عدة طرق أثرت سلبا على مصداقيتها في القضية، عندما قالت في وقت مبكر إن "ريجيني مات دهسا، ثم تراجعت، قبل أن تقوم بتصفية خمسة أشخاص بتهمة قتله، تبين لاحقا أنه لا علاقة لهم بالقضية".

وقال عيد لـ"الجريدة": "فيديو ريجيني الأخير، الذي أذاعه التلفزيون المصري في يناير الماضي، سقطة تضاف إلى القضية، لأنه حاول أن يبرر قتله وتعذيبه بشكل سادي".

يذكر أن إيطاليا سحبت سفيرها السابق في القاهرة ماوريتسيو مساري، في أبريل الماضي، على خلفية اتهامها للسلطات المصرية بعدم التعاون في التحقيق، ورغم استجابة القاهرة لبعض المطالب الإيطالية، إلا أن روما عينت سفيرها الجديد، جان باولو كاتاني، ولم ترسله إلى مصر حتى اليوم.