ما جديدك على شاشة تلفزيون «الكويت»؟

نجهز لتقديم برنامج تراثي شعبي. تكمن أهمية هذه النوعية من البرامج في أنها تظهر هوية الشعب الخاصة التي تميّزه عن الشعوب الأخرى، والتي بدورها تضع الأرض ومن عليها في وضعها التاريخي وعمقها الضارب في الزمان والمكان، ما يساهم في عملية ربط ذهني ومعرفي بين الأمس واليوم. والكويت تملك إرثاً عظيماً ساهم وما زال يساهم في تكوين العقل الجمعي لأبناء هذا البلد المعطاء.

Ad

تحدثتِ عن الجديد المقبل، ماذا عن الآني؟

الأمور مستقرة والمسيرة تمضي في مجراها من خلال البرنامج الصباحي على شاشة تلفزيون الكويت «صباح الخير يا كويت»، وهو برنامج يصبِّح على أهل «الديرة» بمختلف اهتماماتهم وأطيافهم، ويحاول على الهواء مباشرة تسليط الضوء على مختلف القضايا المحلية التي تهمّ المجتمع، وأبرزها الأمور اليومية الحياتية التي هي على تماس مباشر مع الناس.

انضباط وتميّز

لو حاولت أن تعرّفي الناس إليك في كلمات قليلة، ماذا تقولين؟

أنا مذيعة كويتية في تلفزيون «الكويت»، وهذا شرف عظيم لي لأن من يعمل في هذه الشاشة يجب أن يضع نفسه في مكان ناطق رسمي وأن يكون عنواناً للانضباط والالتزام والتحسب لكل كلمة يقولها لأنه في جهاز رسمي.

بدأت مشواري العملي منذ نحو ست سنوات بتأنٍ وصبر، وتدرجت من إعداد التقارير إلى المراسلة ثم مذيعة جانبية، وأخيراً مذيعة رئيسة، وقدمت ألواناً متعددة من البرامج التلفزيونية والإذاعية، من بينها الرياضي، والإخباري، والفني، والتراثي، والوطني، والمنوّع، والصباحي والمسائي، الوثائقي والحواري.

ما أبرز ما يميزك في عالم الإعلام المرئي؟

إذا كان ثمة ما يميزني، وإن كنت أرى أن ما زال أمامي الكثير لتحقيق ما أصبو إليه، فهو أنني صنعت نفسي بنفسي كي أكون مذيعة تلفزيونية، وهو حلم كان يرافقني ليلاً ونهاراً، فانخرطت في دورات تدريبية في تلفزيون «الجزيرة» في قطر والتلفزيون المصري وغيرهما من شاشات متميزة في عالمنا العربي، لأني أؤمن بأن بناء الشخصية الإعلامية القوية لا يأتي إلا بمواصلة الجهد والمثابرة، وأي مجتهد بقواه الكامنة ومكامنه المدفونة ومواهبه المتعددة وملكاته وقدراته التي وهبه الله إياها إن أحسن استغلالها قام بالمستحيل وصنع له مكانة تحت الشمس، وهذا ما أقوم به. درست في الجامعة في تخصص آخر غير تخصصي الأساسي، وأطالع بِنهم كل ما يقع بين يدي من جديد في عالم الكتب، وأحرص على مشاهدة البرامج المشهود لها بالتميز على القنوات التلفزيونية، لا سيما أن فرصة الاختيار باتت واسعة ومتعددة وغنية.

دروس وثقة

ما هي أبرز الدروس التي حصلت عليها خلال السنوات الماضية من عملك.

أهم درس الالتزام في الأمور كافة، المواعيد والكلمات والمظهر. كذلك تنفيذ المهمات مع مراعاة أهمها وأكثرها حساسية، والانطلاق بها تبعاً لهذا الترتيب على أساس القاعدة التي تقول «الأول في الترتيب، ثم الأول في الأولوية. وإذا كانت ثمة نقاط صعبة فيمكن وضعها في الترتيب الذي تراه مناسباً لها».

ما سر ثقتك في نفسك وقوة حضورك على الشاشة؟

الإيمان بالله هو مصدر قوتي في مواجهة أي تحدٍ، فالله منحني قدرة واسعة من الأفكار مكنتني من استكشاف نفسي وما يحيط بي، وأرفع دائماً شعار «إذا أردت أن تصبح متفائلاً حقيقياً فعليك أن تصبح واقعياً، وتقبل حقيقة أن العمل الإعلامي لا يعطي إلا من يعطيه الجهد والإخلاص.

بمن تأثرت من المذيعات محلياً وعربياً وعالمياً؟

ثمة مذيعات مبدعات في هذا المجال، وجميعهن يملكن خبرات مميزة ويختلفن في طرائق الأداء والتناول والتعامل مع الكاميرا والشاشة والحدث والضيف، وإن بدأت في التحدث عنهن ستطول القائمة! عموماً، أحاول أن أستفيد من الأمور التي تساهم في دفعي إلى الأمام من دون تقليد.

من الضيف الذي يحسب له المذيع أو المذيعة ألف حساب؟

من دون شك الضيف الذكي الذي يعرف نقاط ضعف المحاور.

مواصفات المذيعة الناجحة

عن مواصفات المذيعة أو المذيع الناجح، تقول منية الحجي: «تجربتي لا تعطيني حق الجلوس على مقعد الناصح، لأنني ما زلت وسأكون دائماً في احتياج إلى نصائح الآخرين من أصحاب الخبرات والتجارب الطويلة في هذا المجال. ولكن أستطيع القول إن المذيع الناجح عموماً يجب أن يتحلى بالحضور الجيّد، ويتمتع باللباقة، والهدوء، وعدم التصنع، أو التقليد كي يصنع شخصية تميزه. كذلك لا بد من أن يتجنّب الانفعال، إلى جانب ضرورة توافر الثقافة العامة لديه وضبط إيقاع الصوت وتلوينه طبقاً لحالة الخبر، وعدم المبالغة في الشكل بل توخي البساطة في المظهر».

وعن النصيحة التي تذكر بها نفسها دائماً، تقول: «مقولة قرأتها لكاتب كبير: «كن سريعاً لكن لا تتعجل فكونك سريعاً يعني كونك حاسماً وعلى علم بالمكان الذي تتوجه إليه، والسرعة تحت سيطرتك دائماً، أما العجلة فهي جنونية وخارج السيطرة».