روكي اللي ما يطيع
هذا الولد البطّال ظل مشغوفاً باللعبة ويمارسها بنظامه وعلى طريقته الخاصة، لم يتعرف على قوانينها ولم «يحزر» أخطاءها الكارثية على مستقبله الرياضي، كان العجوز «ميكي» ينصحه بأن الأهم من توجيه اللكمات إلى وجه الخصم وأضلاعه هو أن يحمي وجهه من أي خطافية مباغتة قد «تسدحه» وتغيبه عن الوعي مدة لا يعلم مداها إلا الله. إنها الرياضة التي تخلو من الرحمة! فمن يمارس الملاكمة يجب أن يتمتع بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة، ومن يعتقد أنه يمارس حقوقه الطبيعية حيث يراقب ويقيم ويحسب وبعدها يتخذ الإجراء الذي يراه، فهو واهم مهزوم مقدماً، فالأهم في هذه الرياضة أن تعرف من هو قبيلك في «الحلبة».
فلا الجماهير التي أوصلتك «بتشجيعها» ولا لقبك الجديد سيحميانك عندما «يتوحد» بك ملاكم عنيد وخصم عتيد على المربع الصغير الذي يتجاوز ستة أمتار مربعة بقليل. الغلبة للأقوى «المحترف» الذي يعلم أن قانون اللعبة هو أن تخالف القانون! وتمارس القوة المفرطة ضد خصمك، خصوصا عندما يكون «قليل» خبرة و«صغير» حجم و«عديم» حيلة، والحكم في هذه الحالة لن يستطيع أن يتحكم أو يحكم لأن الخصم «يفهم» قوانين اللعبة و«يتلاعب» في تطبيقاتها.نرجع إلى الصبي الشقي «روكي» الذي بالغ في الثقة عندما انطلقت شهرته وكثر مؤيدوه وأصبح «ممثلاً» لمنطقته في النزال والصراع، فقد «روكي» اتزانه وأساء مستوى قدراته وطلب منازلة الوحش «الروسي»، فلم يستمع المغرور لنصيحة مدربه وصديقه «ميكي» الخالدة. هل تذكرون ما حصل؟ انقض «الخصم» الروسي على وجه روكي وصرعه في لحظات وأخرجه من الحلبة يجره أصحابه وهو يجر هزيمته، والمحزن أن الروسي قضى أيضاً على «ميكي» المخلص للأبد... قتله.