قبل استجواب وزير الإعلام الشيخ سلمان كنّا ومجموعة من الأصدقاء نتناقش عن نتائجه بعد إعلان الوزير قبوله صعود المنصة، وكنا نجمع على أن الاستجواب سيكون مصيره توصيات تلزم الوزير بحل مشكلة الرياضة ولن يحصل المستجوبون على العدد المطلوب لتقديم طلب طرح الثقة، وأعتقد أن الجميع كان متوقعاً ما توقعناه، بمن فيهم المستجوب والمستجوبون أنفسهم، وكان توقعنا مبنياً على ما شاهدناه في جلسة التصويت للرئاسة وما تلاها من تأجيل للقوانين المهمة، كالجنسية والبصمة الوراثية والمسيء وغيرها، الأمر الذي يجعلنا غير متفائلين بنجاح الاستجواب ولا بنتائجه.ولأن ما حصل بعد الاستجواب أو أثناءه أمر مفاجئ وغير متوقع، لاسيما بعد تقديم عشرة أعضاء طلب طرح الثقة بالوزير، ومن ثم إعلان أكثر من ٢٧ نائباً تأييدهم لطرح الثقة، بينهم نواب موالون للحكومة، وقد يزداد هذا الرقم في الأيام المقبلة، فإن الأمر يحتاج إلى تفسير وتحليل لمعرفة سبب تخلي الحكومة عن وزيرها بهذا الشكل، وما إذا كانت قد قدمته قرباناً لأمور قادمة تخشى حدوثها!
وبعيداً عن الاستجواب ومحاوره الذي أعتقد أنه يسقط حكومة بأكملها فإن هناك سراً في تخلي الحكومة عن وزيرها، فالمجلس لا يملك أغلبية معارضة يمكنها إسقاط وزير أو تغيير واقع لا تريد الحكومة تغييره، لذلك نعتقد أن الحكومة قدمت وزيرها قرباناً لتتحاشى أمراً أكبر مما نتوقع، أو تخلت عنه مقابل أمور لا تريدها أن تحدث في القادم من الأيام.يعني بالعربي المشرمح:تخلي الحكومة عن وزيرها، حتى وإن كان لأمر مهم بالنسبة لها تخشى حدوثه، معناه أنها قدمت للمعارضة طبقاً من ذهب عليها أن تستغله حيث لا عذر لنواب المعارضة في عدم طرح وإقرار القوانين المهمة كالجنسية والبصمة الوراثية والمسيء وغيره من القوانين بعد نجاح المستجوبين في استجوابهم وحقن النواب بجرعة الشجاعة ليقروا ما وعدوا الشعب به، وعدم تمكين الحكومة من احتواء أحد ممن أيّد طرح الثقة بالوزير ليتراجع إلى أحضانها وحسم الأمور العالقة بالسرعة الممكنة، فالشارع متحمس لنجاح الاستجواب، وسيقف معهم لتعرية المتخاذلين، فهل تستغل المعارضة هذه الفرصة الذهبية؟!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: قربان الحكومة!
04-02-2017