هذا شرف المغربيات

نشر في 04-02-2017
آخر تحديث 04-02-2017 | 00:02
 جري سالم الجري رفع الجهلاء وأهل الفساد أصواتهم في زمن مواقع التواصل الاجتماعي، ورجحت الكفة وزن الأكاذيب، على وزن الحقيقة، فتناقل الفاسدون في المشرق العربي صورة مشوهة عن أخواتهم العربيات المسلمات الأمازيغيات، ولم يذكروا لنا الحقيقة، فالخنزير والخنفساء تزعجهما عطور الزهور وجمال الورود، ولا يدسان أنفيهما إلا في خسيس الأمور، بيد أن الفراش الحر الطاهر والنحل الجاد السامي لا تنزل أفئدتهما إلا على فراديس الرياحين والفل والياسمين، فالمغربية شرفها أرفع وأسمى مما يروج في الإعلام الهابط الوضيع.

تحزنني مسلسلات مخزية لا ترقى أن أسميها خليجية، تشوه سمعة المغربية، حتى صار هذا مقبولا عند بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي الجهلاء، فلهم ولغيرهم أثبت حسب ونسب العفيفة المغربية، هذه الشريفة العربية، وأختها المجيدة الأمازيغية، سليلة النساء الأندلسيات.

ملك ماليزيا يسلم جائزة حفظ وتجويد القرآن الكريم لحسناء الخولي من بين كل نساء أمة "لا إله إلا الله" في 2012 كأول عربية تفوز بهذه الكأس الآسيوية، فحينما ترفع رأسها هذه المغربية بفخر، تنظر إلى غيوم بلادها التي حلقت فوقها أول ربانة طيارات عربية، ثُريا الشاوي المغربية، التي تبلغ من العمر 17 عاما فقط، وكانت هذه الطَيارة المغوارة من الدار البيضاء، إذ أقلعت طائرتها الفردية، وهي تقودها بشجاعةٍ فوق السحاب، لتشهد غيوم هذه السماء ولادة بطلة مغربية جديدة، وفي 2013 تكرر بنات المغرب انتصاراتهن المجيدة، فانتصرت هاجر أبوساق بالمسابقة الماليزية نفسها، وليكون ملك ماليزيا مكرماً لها كما كرم بنت وطنها في السنة الماضية.

وقبل الخوض في مضمار البحث العلمي، نلقي نظرة على أول من قطع شريط مسابقة الجري، فإنه ينبغي علينا الاعتراف ببطولة أول إفريقية عربية تحرز أعلى بطولة أولمبية في العدو (الجري) وهي نوال المتوكل الأمازيغية، في 1983، وعلوم الأرضِ التي جرت عليها نوال المتوكل كانت من تخصص الجيولوجية الباحثة في علوم البراكين، التي وشحها الملك محمد السادس، بسبب نيل أسماء بوجيبار منصباً في "ناسا" كعضو علمي فيها، لتسبق بذلك جميع أخواتها العربيات والإفريقيات والمسلمات! ومن بعدها أول عربية مسلمة تحصل على شرف الدكتواره في علم النيازك، هي حسناء الشناوي الأمازيغية، فالشرف العظيم الديني والدنيوي للمغربية!

وإذا ما فكر أحدهم في الابتعاث إلى فرنسا للتعلم، فليتذكر أول امرأة في تاريخ فرنسا الديمقراطية تتبوأ منصب وزيرة التربية والتعليم، وهي المغربية نجاة بلقاسم، وبعدها سبقٌ مغربيٌ آخر، جعل رئاسة برلمان دول أوروبا للمغربية خديجة عريب في 2016.

لم يكن هدفي من هذا المقال إلا التأكيد للجهلاء شرف المغربية الرفيع، الذي فقهه العالم الراقي وجهله العالم النامي، ورحمك الله أيتها المغربية فاطمة الفهري القُرشية الهاشمية، التي أسست أول جامعة بتاريخ البشرية، فجامعتها المسماة بجامعة القرويين بمدينة فاس، كانت أول مؤسسة بحثية أكاديمية للناضجين في عام 859م.

وهذه جامعة من تأسيس مغربيتين هما مريم وفاطمة الفهرية، ولسان حال دروسها المستمرة إلى يومنا هذا يقول للناس إن "بنات المغرب علمن الشرق التائه بالخرافات والغرب الغارق بعصر الظلمات شرف العِلم!"، وكما يقولون بالعامية المغربية "المجد ديالهم خصه ديما يكون واعر بزاف!"، بمعنى: "يبقى مجد المغاربة دائماً الأروع"!.

back to top