«مولانا» يفتح الطريق أمام الأعمال الأدبية لدخول السينما المصرية
تشهد السينما المصرية اهتماماً ملحوظاً بالأعمال الأدبية، خصوصاً تلك التي حققت أعلى المبيعات، وحصلت على نجاحات جماهيرية وحازت إعجاب النقاد. ولكن هل تُستثمر هذه النجاحات؟ سؤال يطلّ برأسه بعدما تجاوز فيلم «مولانا» للفنان عمرو سعد حاجز التسعة ملايين جنيه مع بداية عرضه.
حصد «مولانا» المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى بالاسم نفسه، إشادات واسعة من الجمهور والنقاد. تولى بطولته عمرو سعد وإخراجه مجدي أحمد علي. يناقش الفيلم ظاهرة بعض شيوخ الفضائيات التي انتشرت في العالم العربي في السنوات الأخيرة، فيكشف لنا العالم الخفي لهؤلاء، والعلاقات التي تربطهم بأجهزة الأمن والسياسة ورجال الأعمال.فهل يفتح نجاح الفيلم الباب أمام صانعي الأعمال الفنية لتحويل المزيد من الروايات العربية التي أثبتت نجاحها في الفترة الأخيرة إلى أعمال سينمائية؟على رأس الأعمال المُنتظرة «تراب الماس» للكاتب أحمد مراد (صادرة عن «الشروق المصرية» 2010) بعدما انتهى الشد والجذب حولها، وبدأ المخرج مروان حامد أخيراً بعقد جلسات عمل مع الكاتب للوقوف على التفاصيل النهائية الخاصة بسيناريو الفيلم.
بدأ تحويل الرواية إلى فيلم قبل نحو خمس سنوات، عندما قرّر الممثل أحمد حلمي شراء حقوقها تمهيداً لتحويلها إلى عمل سينمائي، إلا أن تباطؤ المشروع من الشركة المُنتجة جعل مالك النص أحمد مراد يلجأ إلى القضاء لاستعادة الرواية وطرحها ببطل جديد بعدما كان أحمد حلمي مرشحاً لها.وانتقلت الرواية إلى شركة «نيوسينشري»، واستقر الصانعون على الأبطال آسر ياسين، وخالد الصاوي، وعزت العلايلي، ومنة شلبي، ومحمود حميدة.تدور الأحداث حول شاب يدعى «طه» يعيش حياة باهتة رتيبة، يعمل كمندوب دعاية طبية في شركة للأدوية، ويتمكن بلباقته الكبيرة ومظهره الجيد في أن يستميل أكبر الأطباء إلى الأدوية التي يروج لها. عند وقوع جريمة قتل غامضة، يتداعى عالم طه بأكمله إلى الأبد، ويبدأ هو في اكتشاف أسرار تدخله إلى عالم جديد قوامه الجريمة والفساد.
«يوتوبيا» و«عتبات البهجة»
كذلك تحدث البعض خلال الفترة الماضية عن نية المُخرج رامي إمام تحويل «يوتوبيا» للروائي أحمد خالد توفيق إلى فيلم سينمائي. ولكن حتى اللحظة لم يحدد أي اسم من الأبطال كما جاء على لسان المُخرج رامي إمام، الذي أشار إلى أنها ما زالت فكرة مطروحة وتحتاج إلى عمل شاق لتجهيز التقنيات المطلوبة والعملية الإنتاجية الضخمة.تدور الرواية في تاريخ مستقبلي في مصر عام 2023، عندما يكبر الفارق بين الطبقتين الأغنياء والفقراء إلى أقصى مداه. حتى أن الأغنياء يقيمون مدينة تدعى «يوتوبيا» خاصة بهم تحيط بها الأسوار ويحرسها جنود من «المارينز»، وتقع في الإسكندرية على الساحل الشمالي، فيما الطبقى الأخرى الفقيرة تعيش في الأماكن العشوائية حيث يتقاتل الناس لأجل قطعة خبز.بدوره المُنتج محمد العدل أشار في تصريحات لـ«الجريدة» إلى أنه يحضّر لمشروع جديد عن رواية لإبراهيم عبد المجيد باسم «عتبات البهجة» من كتابة هالة خليل وإخراجها.آراء
يقول الناقد محمود قاسم إن تناول النصوص الأدبية في السينما من المُنتجين يشكّل محاولة لجذب جمهور هذه الأعمال، لا سيما إن كانت الروايات تستحوذ على نجاح جماهيري عريض، كما في «مولانا» و«هيبتا».ويوضح أن ذلك بمنزلة استغلال لحالة الفضول لدى جمهور الرواية الذي سيهتم برؤيتها في فيلم سينمائي وفقاً لتصوراته، وهي تجربة ذات حدين في عملية النجاح.ويضيف: «الإقبال على الأعمال الأدبية لطرحها سينمائياً جاء نتيجة للنجاحات السابقة لعدد من الأفلام ضمن هذا الإطار»، ما يشكّل «عاملاً مهماً لرفع الذوق العام في السينما المصرية وتشييد طريق مواز أمام السينما التجارية».وبدوره قال الناقد نادر عدلي: «اللجوء إلى الرواية في السينما جاء ربما نتيجة لخوف المنتج من الخسارة، لذا يلجأ إلى العمل المضمون الذي يملك قاعدة جماهيرية مُسبقة».
المُخرج رامي إمام يحوِّل «يوتوبيا» للروائي أحمد خالد توفيق إلى فيلم سينمائي