خلال الأسبوع الأول من تسلّمه مقاليد الحكم، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الوفاء بالوعد، الذي قطعه في حملته الانتخابية بشأن إصلاح السياسة التجارية الأميركية.

وفي 23 يناير الماضي، وقّع مذكرة انسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، كما أوضح رغبته في إعادة التفاوض مع كندا والمكسيك حول اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية "النافتا".

Ad

وفي اليوم التالي، استدعى ترامب إلى البيت الأبيض رؤساء تنفيذيين من شركات السيارات الكبرى الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة، وهي فورد وفيات كرايسلر وجنرال موتورز، وقال في تغريدة، إنه يريد:" أن يتم بناء مصانع جديدة هنا لسيارات تباع هنا".

ومن المستحيل معرفة الفوائد، التي قد تكون فقدت في اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي قضت قبل أن تدخل حيز التنفيذ. لكن المؤكد، على أي حال، أن "النافتا" قدمت فائدة إلى صناعة السيارات في أميركا الشمالية، وقد يفضي حلها إلى تقليص مزيد من الوظائف، بقدر يفوق ما سوف تعيده من تلك الوظائف.

وفي ظل السوق المشتركة لـ"النافتا" تطورت سلسلة من خطوط تجميع السيارات وصناعة قطع الغيار خلال العشرين سنة الماضية، وامتدت على حوالي 2500 ميل من تورنتو إلى ديترويت والغرب الأوسط الأميركي ثم جنوباً الى ولايات الحدود المكسيكية.

ويسهم ميدان السيارات هذا في تشغيل أكثر من 1.5 مليون شخص – ويقول توماس كلير وهو اقتصادي في بنك الاحتياط الفدرالي في شيكاغو، إن هذا الميدان وعلى الرغم من أنه يشمل ثلاث دول غير أنه يعمل مثل إقليم إنتاج متكامل واحد.

وحدثت استثمارات واسعة في المكسيك بصورة تداخلت فيها خطوط التجميع وقطع الغيار مع العمليات في الولايات المتحدة وكندا بحيث تصبح معها عملية إعادة التجميع إلى أميركا عقيمة وغير مجدية على الإطلاق.