وسط استمرار الردود الغاضبة على تهديد المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا باختيار وفد نيابة عنها للمشاركة في النسخة الرابعة من مفاوضات جنيف، انشغلت أطياف المعارضة السورية بمساعدة مسؤولين أتراك، بالتحضير لهذه الجولة المزمع إجراؤها في 20 الجاري، وذلك تزامناً مع إعلان وزير الخارجية الكازاخستاني دخول مقررات مؤتمر أستانة حيز التنفيذ.

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن وكيل وزارة الخارجية التركية، اجتمع مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، ورئيس الائتلاف الوطني أنس عبده، وممثلي الفصائل المسلحة التي شاركت في اجتماع أستانة، ورئيسي المجلس الوطني الكردي السوري، والمجلس التركماني السوري.

Ad

وشارك في اللقاءات بعض الشخصيات وعلماء دين من الطائفتين الدرزية، والعلوية، لتقييم نتائج محادثات كازاخستان التي جرت بتاريخ 23 و24 يناير الماضي بمبادرة روسية وتركية.

واعتبر وزير الخارجية الكازاخستاني خيرت عبدالرحمنوف أن أهم ما خلصت إليه مفاوضات أستانة هو دخول مقرراتها حيز التنفيذ وصمود وقف النار، مبيناً أن المباحثات الروسية التركية الإيرانية المرتقبة بعد غد تؤكد أن "حلبة أستانة تسهم بشكل فعال في تسوية الوضع في سورية، لأنها تحمل طابعا فنيا، وستقتصر على الخبراء المنخرطين بشكل مباشر في مراقبة الهدنة".

وفي موسكو، جددت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زخاروفا محاولة روسيا فرض دستور جديد على السوريين، مؤكدة أن مشروعها يشكل مادة للنقاش بإمكان الأطراف السورية "إضافة أو شطب ما يشاؤون من نصه".

وأكدت زخاروفا أن روسيا تؤيد مسعى ديميستورا للدفع نحو تشكيل وفد للمعارضة، مشيرة الى ان التنافر والنزاعات في صفوف المعارضة تعوق عملية التسوية السياسية و"المماطلة في هذا المجال ليست مقبولة على الاطلاق".

وعلى الأرض، سيطر الجيش السوري الحر على بلدة بزاعة في محيط مدينة الباب في تقدم جديد نحو المناطق التي حاولت قوات النظام الوصول إليها خلال سعيها لمسابقة عملية "درع الفرات".

وفي رسالتين حملهما المندوب الدائم بالأمم المتحدة بشار الجعفري، أعرب النظام عن "إدانته الشديدة للجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وحرمة الأراضي ووحدتها وسلامتها"، مجدداً مطالبته مجلس الامن بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حد للانتهاكات التركية.

وأوردت الرسالتان أن "الجيش التركي قام خلال الايام القليلة الماضية بالتوغل داخل الأراضي السورية واحتلال بعض القرى، منها قريتان غرب مدينة الباب هما الغوز وأبو الزندين، وذلك بهدف التقدم باتجاه مدينة الباب".

وفي الرقة، أسفرت غارات للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، الى انقطاع المياه عن المدينة معقل "داعش"، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وحملة "الرقة تذبح بصمت" التي أوضحت أنها "استهدفت عددا من الجسور وحطمت الخط الرئيسي المزود للمياه وقطعتها عن الرقة كلها".

ورغم ذلك، أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخلى بسهولة عن خطة كانت الإدارة السابقة قد وضعتها منذ 7 أشهر لتحرير الرقة".

وفي درعا، بدأت كتائب "الجبهة الجنوبية" أمس الأول هجوماً واسعاً على مواقع "جيش خالد بن الوليد"، المتهم بمبايعة "داعش" في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي ركزت فيه على مناطق حاجز العلان وأطراف قرية سحم الجولان.