تحت ضغط شعبي واحتجاجات، انسحب تنظيم القاعدة في اليمن، أمس، من بلدتين من أصل ثلاث سيطر عليها ليلاً في محافظة أبين، حيث تقاتل قوات الرئيس عبدربه منصور هادي الجهاديين والمتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي صالح.

وذكر مسؤول في الإدارة المحلية بأبين ومصادر قبلية أن مقاتلين من تنظيم القاعدة سيطروا مجدداً على بلدات أحور ولودر وشقراء في المحافظة، قبل أن ينسحبوا من البلدتين الأخيرتين والتلال المجاورة بعد تجمعات احتجاج للسكان"، موضحين أن "أهالي البلدتين أكدوا خلال التجمعين أنهم مستعدون لحمل السلاح" ضد الجهاديين.

Ad

وفي وقت سابق، أوضح مسؤول أمني أن انسحاب القوات الموالية للحكومة، التي كانت تحتج على التأخر في دفع رواتبها، سهل دخول مقاتلي القاعدة ليل الخميس- الجمعة إلى لودر وشقراء، قبل سيطرته على قرية أحور في المحافظة نفسها، بحسب المصادر القبلية.

وأضاف المسؤول أن "قواتنا تشكو أيضاً من نقص في المعدات، وخصوصاً الأسلحة لمواجهة الجهاديين الذين كثفوا هجماتهم"، مشيراً إلى أن مقاتلي القاعدة انتشروا في أحور وأقاموا حواجز مراقبة ومتاريس ونسفوا بمتفجرات مبنيين لجهاز الأمن بلودر وشقراء.

سقوط زنجبار

وشن التحالف العسكري العربي بزعامة السعودية غارات جوية خلال الليل على تنظيم القاعدة في لودر. وأعربت مصادر قبلية عن تخوفها من أن يستعيد الجهاديون أيضاً زنجبار كبرى مدن أبين التي طردتهم منها ومن مجموع قرى المحافظة، القوات الموالية لهادي الصيف الماضي.

وكانت مصادر الأجهزة الأمنية ذكرت أن ستة من عناصر الشرطة الذين كانوا في عداد قافلة لقوات الأمن التي انسحبت من لودر للتوجه إلى عدن، كبرى مدن الجنوب، قتلوا في كمين نصبه تنظيم القاعدة.

وتحدثت المصادر القبلية عن عمليات قصف "بحرية أميركية"، أمس الأول، ضد قرية خبر المراقشة الجبلية المعروفة بأنها معقل "القاعدة" في محافظة أبين. لكن وزارة الدفاع (البنتاغون) نفت، وقال المتحدث باسمها جيف دايفس، في ندوة صحافية: "هذا ليس صحيحاً".

هجوم البيضاء

ودافع البيت الأبيض، أمس الأول، عن عملية نفذتها القوات الخاصة في محافظة البيضاء بوسط اليمن، واعتبرها "ناجحة بكل المعايير"، مع أنها تسببت بمقتل قائد الفريق وليام راين أوينز (36 عاماً)، وجرح ثلاثة جنود أميركيين ونحو 16 مدنياً هم ثماني نساء وثمانية أطفال، وشهدت عدداً من المشاكل.

وسمح هجوم الأحد، وهو الأول الذي يأذن به الرئيس دونالد ترامب منذ توليه الرئاسة، لسلاح البحرية (نيفي سيلز) بدخول منطقة يكلأ في محافظة البيضاء واستهداف مجمع يوجد فيه قياديون في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وبعدما أكد أن العملية أتاحت الحصول على "كمية هائلة" من المعلومات حول تنظيم القاعدة، قال الناطق باسم البيت الأبيض: "عندما نفكر في الخسائر في الأرواح في أميركا ومؤسساتها على صعيد العالم، وما كان يمكن أن يفعله بعض الافراد، أعتقد أن العملية حققت نجاحاً بكل المقاييس".

لكنه أضاف في الوقت نفسه انه "من الصعب استخدام كلمة نجاح حين يقتل جندي أميركي"، مشيدا بالجندي "الذي أراد الخدمة لأنه كان يعلم بطبيعة التهديدات التي يشكلها هؤلاء الأفراد على بلادنا".

خطة الهجوم

وقال سبايسر إن خطة هذا الهجوم كانت تدرس منذ السابع من نوفمبر، وإن المسؤولين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما قاموا بمراجعتها والموافقة عليها في السادس من يناير، لكنهم لم ينفذوها لأنهم كانوا ينتظرون ليلة غير مقمرة جاءت بعد رحيل أوباما.

لكن كولن كال المسؤول الكبير السابق في إدارة أوباما قال في تغريدة على "تويتر" إن "فريق ترامب لم يقيم بدقة اقتراح شن الهجوم"، مؤكداً أن أوباما لم يتخذ قرارا بشأنه، معتبراً أنه سيشكل تصعيداً للتورط الأميركي في اليمن.

أنفاق وألغام

وفي صنعاء، عثر على شبكة أنفاق وسراديب أسفل الجامع الكبير، بالمدينة القديمة، واعتبرت مصادر أن ذلك يهدد الجامع التاريخي الأول في اليمن، وسيؤثر على معالم المدينة المصنفة مدينة تراثية.

ونقل موقع "26 سبتمبر" الخاضع لسيطرة الحوثيين عن لجنة ميدانية أنها اكتشفت وجود أنفاق عميقة وسراديب داخل صنعاء التاريخية تهدد الجامع الكبير والمنازل المجاورة، مشيراً إلى أن أحد هذه الأنفاق عثر عليه داخل أحد الدكاكين بسوق النجارة، شمال الجامع الكبير، بعمق 12 متراً تحت الأرض وبعرض متر مربع. كما عثرت اللجنة في دكان أحد التجار المقابل للجامع الكبير "على نفق كبير بعمق 30 متراً تحت الأرض وبعرض متر مربع يوجد بأسفله مدخل لعدة سراديب يقدر طولها بعشرات الأمتار، وتمتد إلى تحت الجامع الكبير باتجاه بيت العنبسة".

وفي الرياض، أعلنت وزارة الداخلية السعودية مقتل جندي أصيب في انفجار لغم أرضي أثناء وجوده ضمن دورية لحرس الحدود بمنطقة جازان.