بينما زار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مقر الكلية الحربية في القاهرة أمس، وتناول الإفطار مع طلاب الكلية وشاركهم في جولة بالدراجات في بعض شوارع العاصمة المصرية، طالب السيسي حكومته بضرورة اتخاذ جميع الإجراءات، التي تساهم في تخفيف الأعباء عن محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، من خلال التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، في ارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

واجتمع الرئيس السيسي برئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل ومحافظ البنك المركزي وعدد من الوزراء، ورئيسي المخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية أمس الأول، لبحث الأزمة الاقتصادية، إذ دأب السيسي على عقد اجتماعات مشابهة في الأشهر الأخيرة.

Ad

وشدد الرئيس على أهمية الاستمرار في زيادة الموارد المالية اللازمة لتوفير السلع الأساسية للمواطنين، فضلاً عن ترشيد النفقات إلى أدنى حد ممكن، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أن الاجتماع ناقش القرارات الأخيرة للحكومة بتحريك أسعار بعض السلع التموينية، حيث تمت مراجعة جميع هذه القرارات، واستعراض ما تتحمله الدولة من تكلفة لتوفير الدعم للمواطنين.

تأمين الحدود

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، خلال لقاء بعدد من قادة وضباط وصف وجنود قوات حرس الحدود أمس الأول، إن القوات المسلحة المصرية تعمل بأقصى درجات اليقظة والاستعداد لفرض سيادة الدولة، وتأمين حدودها البرية والساحلية، والتصدي بكل حسم لكل من تسول له نفسه المساس بحدود مصر وأمنها القومي، مثمناً الجهد، الذي يبذله رجال حرس الحدود للتصدي للمهربين والمخربين والعناصر الإجرامية.

في السياق، قال شهود عيان، إن ثلاثة عناصر إرهابية قتلوا أثناء محاولتهم زرع عبوة ناسفة جنوب مدينة العريش، فيما أسفرت الحملة الأمنية بالعريش وجنوب الشيخ زويد ورفح عن القبض على 7 أفراد مشتبه فيهم، إلى جانب تدمير عدد من البؤر الإرهابية.

وفد حماس

على صعيد آخر، قال مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة» أمس، إن وفداً أمنياً من حركة «حماس»، برئاسة المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالقطاع توفيق أبونعيم، وصل إلى القاهرة للقاء مسؤولين أمنيين، وأنه تمت مناقشة مسألة تأمين الحدود بين سيناء المصرية وقطاع غزة، بما لا يسمح للعناصر الجهادية المسلحة الانتقال من شبه الجزيرة إلى القطاع والعكس.

وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن اللقاء يتضمن تأمين الحدود والحديث عن إمكانية فتح معبر «رفح» الذي يربط القطاع بسيناء بشكل دائم، والعمل على منع تهريب السلاح عبر غزة إلى الإرهابيين في سيناء، وزيارة الوفد الأمني الحمساوي هي الأولى منذ فترة، وتأتي في أعقاب زيارة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية إلى القاهرة الشهر الماضي، التي شهدت طي صفحة التوتر بين الحكومة المصرية والحركة المستمرة منذ عام 2013.

بدوره قال المفكر الفلسطيني عبدالقادر ياسين، لـ«الجريدة»، إن الزيارات المتتالية من «حماس» إلى القاهرة، جاءت في إطار الفتور السياسي بين الحكومة المصرية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأن العلاقات المصرية الحمساوية تشهد تطورا إيجابياً ملحوظاً، متوقعاً ألا يحدث تحسن في ملف المصالحة بين فتح وحماس، بسبب تعنت عباس وعجزه عن إنجاز المصالحة.

توقيف روسي

أمنياً، ألقت الشرطة المصرية القبض على مواطن روسي في حي التجمع الخامس شرق القاهرة أمس الأول، لاتهامه بالانتماء إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، قبل أن يقوم بعمليات إرهابية داخل البلاد، وأمرت نيابة القاهرة الجديدة بحبس المتهم الروسي، 15 يوماً على ذمة التحقيق معه في اتهامه بالانضمام للتنظيم الإرهابي الناشط في سورية والعراق وسيناء المصرية.

وقال مصدر أمني لـ«الجريدة»، إن تحركات المتهم أثارت ريبة بعض سكان الحي القاطن به، خصوصاً أنه كان يتجول وبحوزته سلاح بشكل دائم، فيما قال صاحب الشقة، التي استأجرها المتهم، إن الأخير أقنعه بأنه روسي دخل الإسلام وحول اسمه من لانوف إلى عبدالحميد محمد رسلان، وأنه اعتنق الإسلام وقرر المكوث في مصر بعض الوقت لكي يتمكن من التعمق في الدراسات الإسلامية.

وأفادت تحريات المباحث المصرية بأن المتهم يمتلك سلاحاً آلياً، ما جعل الأجهزة الأمنية تستصدر إذناً بتفتيش شقته، حيث عثر بداخلها على ملابس «مموهة» تتبع تنظيم داعش الإرهابي، وبفحص هاتفه المحمول وتفريغ بياناته وجهاز «لاب توب»، تبين وجود مراسلات بينه وبين أفراد ينتمون إلى التنظيم الإرهابي، فضلاً عن وجود فيديوهات لزعيم داعش أبوبكر البغدادي.

وكشفت التحقيقات أن المتهم روسي الجنسية، جنّده داعش، وسافر إلى تركيا ومنها إلى سورية، حيث تلقى تدريبات في معسكرات التكفيريين هناك، حول كيفية استخدام المتفجرات، ثم جاء إلى مصر في انتظار تنفيذ التعليمات بعمليات يخطره بها أفراد التنظيم من الخارج عبر الإنترنت.

في الأثناء، كشف مصدر رفيع المستوى لـ«الجريدة»، أن وفداً روسياً بدأ زيارة لمصر في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، للتفتيش على الإجراءات الأمنية المتبعة في مطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، تمهيداً لعودة الطيران والسياحة الروسية، ويتوقع أن يلتقي الوفد الروسي بوزير الطيران المصري شريف فتحي، تمهيداً لزيارة مبعوث الحكومة الروسية إلى مصر الأسبوع الجاري، وهي الزيارة التي يتوقع أن تحسم موعد الطيران الروسي نهائياً.