بلغ التوتر ذروته بين واشنطن وطهران، مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لهجته الرافضة لاستفزازات إيران وتجاربها الصاروخية، متهماً إياها باللعب بالنار، بعد ساعات فقط من تأكيده أنه لا يستبعد الخيار العسكري في التعامل مع أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة.

وكتب ترامب، في تغريدات على موقع «تويتر»، أن «إيران تلعب بالنار، ولا يقدّرون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً تجاههم، ولكني لست كذلك».

Ad

وعلى الفور، رد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بتغريدة مماثلة أكد فيها أن إيران لا تعبأ بالتهديدات الأميركية، لكنها لن تبادر بإشعال حرب، ولن تستخدم أبداً قوتها العسكرية ضد أي دولة إلا في حالة الدفاع عن نفسها.

وعلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، محذراً من أنه «ليس من مصلحة إيران والمنطقة سياسة المواجهة مع واشنطن التي نراها تتبلور أمامنا، وتغيير النهج الإيراني الإقليمي أساسي في هذه الفترة».

وغرد قرقاش على صفحته على موقع «تويتر» بأن «سياسات المكابرة الإيرانية والتدخل في الشؤون العربية، هي التي أججت المشهد الإقليمي، والحل ليس في التصعيد، بل في احترام الجار وعقلانية التوجه»، مضيفاً: «هذه الأسس أساسها احترام السيادة بعدم التدخل في الشأن الداخلي، والتوقف عن تصدير الثورة».

وفي وقت سابق، أعلن ترامب أن كل الخيارات «مطروحة على الطاولة»، فيما يخص التعامل مع إيران، وذلك بعد توجيهه هو ومستشاره للأمن القومي مايكل فلين «تحذيراً رسمياً» لها، إثر اختباراتها الصاروخية ودعمها للمتمردين الحوثيين في اليمن.

وفي أول ترجمة لتشددها مع طهران، رغم الاتفاق التاريخي حول الملف النووي في يوليو 2015، فرضت إدارة ترامب عقوبات جديدة أمس على 13 فرداً و12 كياناً إيرانياً يتمركز بعضهم في الإمارات ولبنان والصين ويرتبطون خصوصاً ببرنامج الصواريخ البالستية.

وبعد إيران، فتحت إدارة ترامب جبهة جديدة على الساحة الدولية ووجهت عبر وزير الدفاع جيمس ماتيس تحذيراً إلى كوريا الشمالية من أن أي هجوم نووي على الولايات المتحدة أو أحد حلفائها سيقابل بـ«رد فعال وساحق».

وقبل ذلك، صدم البيت الأبيض الحليفة الأولى إسرائيل، باعتباره أن بناء وحدات استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة «قد لا يكون عاملاً مساعداً» لحل النزاع، في موقف لافت فضلت حكومة بنيامين نتنياهو التريث في التعقيب عليه، في حين اعتبره مسؤولون فلسطينيون «غير مقبول» ويعطي ضوءاً أخضر لمواصلة البناء في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

لكن المفاجأة الأكبر كانت الانتقادات التي وجهتها واشنطن إلى موسكو، ففي الوقت الذي يعتبر التقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أولوية بالنسبة إلى ترامب، نددت سفيرته الجديدة إلى الأمم المتحدة نيكي هيلي، أمام مجلس الأمن، «بالأعمال العدائية لروسيا» في أوكرانيا، مشددة على أن العقوبات ستظل مفروضة عليها «إلى أن تعيد السيطرة على شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا».