«هاشتاق»... يحدد قرار نائب!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
من الواضح أنه كانت هناك كوادر مجهزة لتنطلق بعد نهاية الاستجواب عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإحراج النواب وخلق "هاشتاقات" على "تويتر" للضغط عليهم لإعلان مواقفهم على الفور، وهو أمر أصبح في الكويت فاعلاً لتوجيه النواب لعدة أسباب، أهمها ضعف المطالعة والثقافة العامة عند غالبية الجيل الحالي، وقصر تمثيل وسائل الإعلام عن تمثيل جميع شرائح المجتمع، وانحصار الثقافة العامة في القراءة بوسائل التواصل الإلكترونية، بل إن سياسيين ونواباً وفاعلين في المجتمع الكويتي يأخذون ثقافتهم العامة ومعلوماتهم من العالم الافتراضي، ولا يطلعون على التقارير والمقالات التحليلية والسياسية الجادة في الصحف والدوريات العلمية.بينما يعجز عن ذلك العالم الافتراضي، ومنه "تويتر"، عن أن يقوم بنفس الدور في أوروبا وكندا واليابان والولايات المتحدة وأغلب دول العالم الأول، لوجود مؤسسات صحافية وإعلامية راسخة ومؤثرة، ومن يقل غير ذلك فهو غير مطلع، فمثلاً الرئيس دونالد ترامب أيدته وساندته في حملته الانتخابية مئات الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون المحلية اليمينية والمحافظة في البلدات والمدن الصغيرة المؤثرة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية.ومهما كان قرار النواب في قضية طرح الثقة بالوزير الحمود، فإنه كان من المعيب أن يستجيب بعضهم لضغوط "تويتر" التي كانت تمثل عالماً افتراضياً وليس حقيقياً لا يعرف من يحركه وحقيقة شخوصه التي تختفي خلف "مفاتيح البورد" بأسماء حقيقية ووهمية لتوجيه الجموع، وخاصة أن النائب أو صاحب القرار الحاسم والمؤثر في الشأن العام يجب أن يبتعد عند حسمه لقرار ما عن تلك الوسائل الافتراضية، ويكتفي بمسح سريع لها دون انغماس تام فيها، ولكن، مع الأسف، فإن نوابنا انغمسوا في ذلك العالم الافتراضي، ما جعل بعضهم يعلنون مواقفهم تجاه طرح الثقة في الساعة الرابعة والخامسة فجراً، عقب جلسة الاستجواب.