يتألف الموقع الإلكتروني «تصوير الثورة» الذي يجمع بين الحكمة الجماعية والاستراتيجيات الإبداعية لصانعي الإعلام في مصر، قبل ثورة 25 يناير وخلالها وبعدها، من 30 مقابلة، حُرِّرت بحسب الموضوع، مع مخرجين وفنانين ونشطاء وأمناء أرشيف مصريين يتحدّثون عن أعمالهم وأفكارهم حول كيفية صناعة الأفلام (وهل يجب صناعة أفلام) في زمن الثورة.أدارت المخرجة والباحثة في مجال الأفلام أليزا ليبو الخميس 2 فبراير الجاري، محادثة مع نورا رازيان لمناقشة الأهداف خلف المشروع فضلًا عن بعض الأفلام والمساهمين والمضمون في الموقع الإلكتروني. وعرَضت أفلاماً ذات صلة الجمعة والسبت 3 و4 فبراير.
حكاية نون وموج
الجمعة 3 فبراير كان الجمهور على موعد مع عرض فيلمين: «حكاية نون» (2013)، إخراج ليلى سامي البلوطي، استخدمت فيه اللغة العربية مع ترجمة إلى الإنكليزية، وهو بالألوان ومدته 16 دقيقة. نحن أمام رحلة قامت بها المخرجة لإيجاد صيغة مقبولة لرواية حكاية نون، في إطار القيود المتزايدة التي تمت مواجهتها خلال عملية التصوير. يتأمل هذا الفيلم القصير في القوة المذهلة التي تطوّرها النساء المصريات لأجل التعامل مع مجتمع شديد القيود يسيطر عليه الرجال. وإذ تكتشف البلوطي مدى جهل النساء لقوتهن، ترغب في تحفيزهن على تقدير الذات واحترامها، أملًا في أن يشكّل هذا الوعي خطوة نحو التخلص من هذا الظلم. ليلى سامي البلوطي ممثلة ومخرجة وناشطة، مع العلم بأنها تتردد في استخدام التوصيف الأخير، أي ناشطة، بسبب إساءة استعماله ما جعله محط شبهات منذ الثورة.أما الفيلم الثاني فهو «موج» (2012)، إخراج أحمد نور، استخدمت فيه اللغة العربية مع ترجمة إنكليزية (بالألوان، وبالأسود والأبيض، ستيريو، مدته 71 دقيقة). في مدينة السويس الاستثنائية، أبصرت الثورة المصرية النور. يدعو أحمد نور، المخرج المولود في السويس والبالغ من العمر ثلاثين عاماً، جماهيره إلى مشاركته نظرته عن خمس مراحل مميّزة في حياته، توصَف كل واحدة منها بأنها موجة. عبر استخدام صوت المخرج للتعليق، وتقنيات الرسوم المتحركة، وأسلوب شاعري في الصوت والتصوير السينمائي، يحاول «موج» تسليط الضوء على جوهر جيل الثورة المصرية. أُنجِز فيلم «موج» بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق). أحمد نور مخرج وكاتب، ذاع صيته من خلال الفيلمَين اللذين يحملان توقيعه «موج» و«نور» ( 2012).الخروج للنهار
السبت 4 فبراير الجاري عرض فيلم «الخروج للنهار» (2012) إخراج هالة لطفي، استخدمت فيه اللغة العربية مع ترجمة إلى إنكليزية (بالألوان 100 دقيقة)يصوّر هذا الفيلم المينيمالي (متميز بديكور عادي ويشكّل باكورة الأفلام الطويلة من إخراج هالة لطفي)، 24 ساعة في حياة ابنة مطيعة ووالدة تُجهد نفسها في العمل. تعتني الابنة والوالدة، سعاد وحياة، عناية شديدة بالوالد/ الزوج، رب الأسرة، المصاب بجلطة دماغية، والذي يتمدد محتضراً في الشقة، محور عالمهم. تلازم الأم وابنتها شقتهما الضيقة، حيث يمرّ الوقت متثاقلاً وسط وطأة شديدة ومستمرة للجهود التي تبذلانها. عندما تُقرّر الابنة أن عليها الخروج لبضع ساعات، تخشى والدتها وقوع مكروه ما، وتبدأ تطورات جديدة بإحداث تحوّل الوضع القائم.«الخروج للنهار» فيلم ريادي في إطار الموجة الواقعية الجديدة في السينما المصرية المستقلة، أُنجِز بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»، وبمشاركة صندوق أبوظبي لدعم الأفلام في مرحلتَي التطوير وما بعد الإنتاج «سند»، الإمارات العربية المتحدة.هالة لطفي مخرجة ومنتجة ومؤسسة شركة حصالة للإنتاج.أليزا ليبو
أليزا ليبو محاضِرة في دراسات الأفلام في جامعة ساسكس في المملكة المتحدة. باحثة ومخرجة في مجال الأفلام الوثائقية، تركّز في أبحاثها على الذاتية والمسائل السياسية في الأفلام الوثائقية. صدر لها أخيراً «السينما خاصّتي (مطبعة وولفلاور، 2012)، و«دليل بلاكويل عن الأفلام الوثائقية المعاصرة» الذي شاركت في تحريره مع ألكسندرا جوهاز (2015)، والرسالة العلمية «أول شخص يهودي». أخرجت أفلاماً عدة، منها «للسجل: محكمة الحرب العراقية» (2007)، وTreyf (2017) ، و«خارج عن القانون» (1994)، فضلًا عن مشروعها التفاعلي الجديد «تصوير ثورة».