درس التسامح الأميركي
في الكويت خليط متنوع من الجنسيات قدم الكثير من الخبرات لتسيير مؤسسات حكومية وخاصة، ليس ذنبهم عدم وجود قوانين توازن بين مصلحة اقتصادنا وعيشهم الكريم.
أول العمود: لم يساهم أي مسؤول تحدَّث عن رؤية الكويت لسنة ٢٠٣٥ من مركز جابر الأحمد الثقافي في بنائه! يالها من إشارة.
*** أكثرنا تلقى مقاطع مصورة على هاتفه الذكي تعرض أحداثاً من تعاطف فئات واسعة، وفي أكثر من ولاية أميركية، مع المهاجرين عموماً والمسلمين خاصة، بعد سياسات الإقصاء المعلنة تجاههم من قبل الإدارة الأميركية الجديدة، فمن ترحيب أميركيين لمسلمين من بوابة القادمين في مطار لوس أنجلس، إلى استخدام أميركيات علم بلادهن حجاباً للرأس في نيويورك، ومواقف أخرى عديدة.هذه الممارسات عفوية، لا يقف وراءها مؤسسات، بل هي تعبير عن تشرب قطاع كبير من أفراد المجتمع الأميركي لثقافة التسامح التي تمكنت منهم عبر التعليم والدراسة والقانون والممارسة الحياتية التي تفرضها طبيعة مجتمعهم المنفتح للمهاجر من أي بلد كان، وهي دليل على ديناميكية هذا المجتمع وحيويته ومعارضته لتشويه هويته التي صنعها بعد حروب وصراعات من أجل تأسيس فكرة التعايش السلمي.الدرس الأميركي الشعبي هذا، نموذج يجب أن يحتذى في مقابل تعامل بلداننا الإسلامية مع غير المسلمين.وعلى ما سبق، يحضّر مجلس الأمة لجلسة يناقش فيها التركيبة السكانية، والتي سبقها إطلاق تصريحات جارحة وُجِّهت إلى ما يطلق عليهم بالوافدين! والأصوب أنهم شركاؤنا في البناء من الاستقلال وحتى اليوم، ما نتمناه أن يسود العقل في معالجة هذه القضية دون تعمد إخفاء الأسباب (الكويتية) في خلقها، وفي البرلمان الكويتي عقلاء كثر يستطيعون تلمس المنطق المطلوب للمعالجة بلا شطط. في الكويت، خليط متنوع من الجنسيات قدم الكثير من الخبرات لتسيير مؤسسات حكومية وخاصة، ليس ذنبهم عدم وجود قوانين توازن بين مصلحة اقتصادنا وعيشهم الكريم، لذلك ليس هناك من داعٍ لأن يكون أحد مداخل النقاشات أن "هؤلاء أضرونا" لأنهم ببساطة لا يدخلون الكويت خلسة.