قال التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة «رساميل» للهيكلة المالية، إن أسواق الأسهم العالمية حققت أداء متبايناً الأسبوع الماضي، حيث تكبد مؤشر «MSCI» العالمي خسائر بنسبة 2.7 في المئة، بينما تراجع مؤشر «Stoxx 600» بنسبة 0.6 في المئة، في وقت ارتفع مؤشر S&P500 بشكل بسيط وبنسبة 0.1 في المئة.

ووفق التقرير، شهد الأسبوع الماضي أيضاً إبقاء مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية دون تغيير، في حين كان يأمل المستثمرون تشكيل صورة أكثر وضوحاً للأوضاع الاقتصادية والمالية المستقبلية في ظل التوقعات، التي تشير إلى احتمال قيام الفدرالي الأميركي برفع أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال العام الحالي.

Ad

وفي التفاصيل، لم يطرأ تغيير يذكر على أسواق الأسهم الأميركية طوال الأسبوع الماضي، بعدما ارتفع كل من مؤشري S&P 500 و NASDAQ بنسبة 0.1 في المئة فقط، بينما تراجع مؤشر DJIA الصناعي بنسبة 0.1 في المئة.

«الرعاية الصحية»

وكان قطاع الرعاية الصحية أكبر الرابحين من حيث القطاعات في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بعدما حقق مكاسب بنسبة 2.4 في المئة.

ويعاني قطاع الرعاية الصحية ويواجه الكثير من الصعوبات منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته دفع شركات الرعاية الصحية لتقديم عروض للعمل مع الحكومة، وهي الخطوة، التي تشير إلى خفض أسعار الأدوية مما دفع بأسهم شركات الرعاية الصحية إلى الانخفاض.

ومع ذلك، قال الرئيس ترامب للمديرين التنفيذيين لشركات الأدوية هذا الأسبوع، إنه على الرغم من وجود خطط لخفض أسعار الأدوية عن طريق المناقصات، فإن ذلك سيترافق أيضاً مع تخفيف القوانين والتشريعات والضرائب، التي ستغطي أي تراجع في الأرباح قد تتحمّله المناقصات.

من جهة أخرى تراجع قطاع الاتصالات بنسبة 1.9 في المئة خلال الأسبوع الماضي، مما يجعله أقل القطاعات تحقيقاً للأرباح الأسبوع الماضي.

وعلى صعيد مؤشرات الاقتصاد الكلي، شهد الأسبوع الماضي نشر عدد من البيانات الاقتصادية الأميركية، التي جاءت نتائجها متباينة. وفي هذا المجال، جاءت البيانات الخاصة الأساسية بالإنفاق الاستهلاكي الشخصي والإنفاق الشخصي أفضل من التقديرات، بينما لم تتوافق بيانات الدخل الشخصي مع التوقعات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الدخل الشخصي جاء أعلى من القراءة السابقة، كما لم تتوافق البيانات الخاصة بمعدل البطالة مع التوقعات. وأظهرت البيانات الاقتصادية استقرار معدل البطالة عند مستوى 4.8 في المئة، بينما كانت التقديرات تتوقع وصولها إلى 4.7 في المئة. وعلى الرغم من ارتفاع معدل البطالة بشكل طفيف، فإن نسبة مشاركة العمالة رفعت من هذه القراءة بما أن المزيد من الأميركيين يرون أن بإمكانهم الآن الحصول على وظيفة.

أسعار الفائدة

وجاءت كل هذه البيانات في الأسبوع، الذي كان مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي يعقد اجتماعه الشهري ليتخذ قراراً بشأن أسعار الفائدة، التي تركها عند مستوياتها الحالية دون أي تغيير.

وقال المجلس، إنه على الرغم من الانتعاش، الذي شهدته أسواق الدخل، والانفاق والعمل، لكنه سيعمل على رفع أسعار الفائدة بشكل تدريجي وليس بطريقة مفاجئة.

أما في الأخبار المتعلقة بالشركات الأميركية ونتائجها المالية، فقد أعلنت شركة Amazon عن أرباح ممتازة. وأعلنت الشركة عن ارتفاع الإيرادات بنسبة 22 في المئة في الربع الرابع من العام الماضي، كما سجلت ربحية السهم ارتفاعاً بنسبة 54 في المئة. وأيضاً أعلنت شركة Facebook نتائجها المالية لعام 2016، التي جاءت مبهرة، حيث سجلت أرباح الشركة الناشطة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي ارتفاعاً كبيراً وصلت نسبتها إلى 57 في المئة بينما ارتفعت ربحية السهم بنسبة 171 في المئة.

بدورها سجلت شركة Exxon Mobil، أكبر شركة نفط أميركية عامة، أرباحاً تجاوزت التوقعات بفضل تحسّن أسعار الطاقة وانخفاض التكاليف.

مما لا شك فيه أن هذه النتائج المالية الإيجابية، التي أعلنت عنها الشركات تعزز من تفاؤل المستثمرين بشأن الأسهم الأميركية، لاسيما أن أرباح الشركات الأميركية نجحت بالانتعاش بعد فترة صعبة أعقبت تراجع أسعار النفط العالمية بحوالي 50 في المئة.

أوروبا

أما في أوروبا، فقد أنهى مؤشر Eurostoxx 600 تداولات الأسبوع على تراجع بنسبة 0.6 في المئة في الوقت الذي تكبد فيه مؤشر DAX الألماني خسائر بنسبة 1.4 في المئة.

كما تراجعت أسواق الأسهم الفرنسية والسويسرية بنسبة 0.3 في المئة، وشهدت المملكة المتحدة الأسبوع الماضي تطوراً ملحوظاً على صعيد قضية الخروج من الاتحاد الأوروبي بعدما وافق مجلس العموم البريطاني على مشروع القانون، الذي يعطي الحق للحكومة البريطانية في وضع خططها المتعلقة بمفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.

وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي حددت يوم 31 مارس المقبل كآخر موعد لتفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة المتعلقة بإجراءات العضوية والانفصال عن التكتل الأوروبي.

وفي أخبار سوق الأسهم البريطاني فقد كان الأسبوع الماضي هادئاً إلى حدٍّ ما ولم يطرأ تغيير يذكر على مؤشر FTSE100 في وقت كان الجنيه الإسترليني يرتفع بنسبة 0.3 في المئة أمام الدولار الأميركي.

وعلى صعيد مؤشرات الاقتصاد الكلي الأوروبية، فقد شهد الأسبوع الماضي الإعلان عن مجموعة من البيانات الاقتصادية، التي جاءت نتائجها أفضل من التوقعات.

وفي هذا المجال، أظهرت البيانات، التي تم نشرها تجاوز مؤشر المشاعر في القطاع الصناعي، والثقة الاقتصادية، والمؤشر المنسق لأسعار المستهلكين على أساس سنوي التقديرات.

أما معدل البطالة فقد جاءت أقل من القراءة السابقة وبنسبة 9.7 في المئة. كما جاءت قراءة القطاع الصناعي ومؤشر مديري المشتريات أعلى من القراءة السابقة.