رفضت محكمة استئناف الأميركية أمس الأول، طلباً عاجلاً من وزارة العدل بإعادة العمل بالحظر، الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على المهاجرين، الذي يمنع رعايا إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن وسورية من دخول البلد، ويحظر مؤقتاً استقبال اللاجئين.

وأفاد منطوق حكم محكمة استئناف الدائرة التاسعة الأميركية، بأن "طلب الطاعنين بإعادة العمل فوراً بالقرار الإداري إلى حين الدراسة الكاملة لإجراء طارئ لاستمرار العمل به انتظاراً للحكم في الاستئناف مرفوض".

Ad

وقدمت الوزارة الطلب بعد يوم من إصدار القاضي الاتحادي جيمس روبارت في سياتل أمراً بوقف العمل بالحظر، الذي فرضه ترامب. وكان قرار الحظر، الذي أصدره ترامب يوم 27 يناير الماضي قد منع استقبال مواطني سبع دول لمدة 90 يوماً.

وأمهلت المحكمة البيت الأبيض والولايات المشاركة في الطعن على قرارها إلى يوم الاثنين المقبل لتقديم المزيد من الحجج التي تؤيد طعنها.

وقالت وزارة العدل، إن ترامب لديه صلاحية غير قابلة للمراجعة تمكنه من منع أي مجموعة من الأجانب من دخول البلاد، واصفة قرار روبارت في سياتل بأنه شديد العمومية، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

ولم ينتظر ترامب وقتاً طويلاً للرد حيث غرد على تويتر قائلاً:

"القاضي يشرع أبواب بلادنا لإرهابيين محتملين وآخرين لا يريدون الأفضل لنا. السيئون سعيدون جداً".

وبحسب مسؤولين بوزارة الخارجية ، يتوقع وصول بعض اللاجئين اليوم.

وانضمت شركات طيران جديدة أمس، إلى نظيراتها من الشركات الأخرى بالسماع لراعي الدول السبع بالطيران على متنها إلى الولايات المتحدة.

من جهة أخرى، وفي مقتطفات من مقابلة تلفزيونية مع شبكة فوكس نيوز شدد ترامب على أهمية تعاون بلاده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المعركة ضد التطرف الإسلامي التي وصفها الرئيس الأميركي بأنها "المعركة الكبرى".

وسأل المحاور بيل أوريلي، ترامب إذا كان يحترم بوتين، الذي كان قد أشاد به في الماضي.

ورد ترامب، في مقتطفات من اللقاء تم بثها أمس الأول "بالطبع أحترمه، ولكنني أحترم الكثير من الناس... ولكن هذا لا يعني أنني سأتوافق معه".

وتابع الرئيس الأميركي: "دعني أقل لك أن من الأفضل أن نتوافق مع روسيا بدلاً من الاختلاف، وإذا كانت روسيا ستساعدنا في مكافحة داعش، وهي المعركة الكبرى، والإرهاب الإسلامي في جميع أنحاء العالم... فإن هذا شيء جيد".

وقاطعه أورايلي قائلاً: "لكن بوتين رغم هذا لا يزال قاتلا". ورد ترامب: "هناك الكثير من القتلة... لدينا الكثير من القتلة. ماذا تظن؟ بلدنا بريئة؟".

أوكرانيا

وفي شأن متصل، أكد ترامب حرصه على العمل مع أوكرانيا وروسيا لوضع حد للنزاع الدائر بين البلدين في شرق أوكرانيا.

وقال ترامب، وفق بيان صادر عن البيت الأبيض أمس الأول، عقب اتصال هاتفي أجراه مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو: "سوف نعمل مع أوكرانيا وروسيا وجميع الأطراف المعنية لمساعدتهم على استعادة الأمن والسلام على طول الحدود المشتركة بين البلدين".

قمة السبع

من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض، أمس الأول، ترامب سيحضر قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بإيطاليا في شهر مايو، في زيارة ستكون الأولى إلى القارة العجوز منذ تسلمه منصبه.

وقالت إن ترامب أكد خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني، أنه سيشارك في قمة قادة الدول الصناعية السبع الكبرى في تاورمينا بجزيرة صقلية.

وأضاف البيت الأبيض في بيان، أن ترامب جدد خلال الاتصال التأكيد على التزام الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي والتشديد على أهمية أن يتحمل كل الشركاء في الحلف العبء المالي للنفقات الدفاعية".

وكان ترامب الجديد قد فاجأ حلفاء بلاده الأوروبيين بإعلانه عزمه على مراجعة التزام واشنطن مع الحلف الأطلسي الذي يعود إلى سبعين عاماً، ووصفه الحلف بأنه مؤسسة "عفا عليها الزمن وعبء غير عادل على دافعي الضرائب الأميركيين".

ومن المقرر أن يشارك نائب الرئيس الأميركي مايك بنس خلال فبراير الجاري في مؤتمر أمني بميونيخ وبروكسل.

في سياق آخر، حذر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، إيران في مقابلة أمس، من "اختبار حزم" إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد أيام من فرض واشنطن مجموعة من العقوبات الجديدة على طهران عقب إجرائها تجربة لصاروخ باليستي.

وقال بنس في مقابلة مع شبكة "أيه بي سي نيوز" سجلت السبت: "سيكون من الأفضل لإيران أن تدرك أن هناك رئيساً جديداص في المكتب البيضاوي. ومن الأفضل لإيران ألا تختبر حزم هذا الرئيس الجديد".

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلن وزير الدفاع جيمس ماتيس الأسبوع الماضي أن إيران "هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم".

وأثارت هذه التصريحات التساؤلات عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخلى عن التزاماتها بموجب الاتفاق التاريخي، الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى عام 2015 وقلصت إيران بموجبه نشاطاتها النووية مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة عليها.

وقال بنس: "الإيرانيون حصلوا على اتفاق مع المجتمع الدولي نعتقد الرئيس وأنا وإدارتنا أنه اتفاق سيئ جداً".

ورغم أن ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون قالا، إن الولايات المتحدة ستلتزم بالاتفاق، إلا أن بنس أبدى شكوكاً حيال ذلك قائلاً: "نجري تقييماً لذلك في الوقت الحالي".

وأضاف "أعتقد أن الرئيس سيتخذ قراره خلال الأيام المقبلة. وسيستمتع إلى جميع مستشاريه، لكن يجب أن تعلموا بشكل مؤكد أن هذا الرئيس حازم جداً إلى درجة ترتب على إيران التفكير مرتين بشأن مواصلة أعمالها العدائية".