أكد ممثل مرشد إيران الأعلى وأمين مجلس الأمن القومي علي شمخاني أمس أن "الأزمة السورية لن تُحل عبر السبل السلمية"، مؤكداً أن "السلام لا يمكن أن يتحقق في سورية مع وجود داعش والنصرة والجماعات المرتبطة بهما واستمرار بعض دول المنطقة في دعمهما".

وبينما تريد موسكو تثبيت وقف اطلاق النار لكسب ثقة الفصائل المعارضة، شدد شمخاني على أن "إيران ملتزمة بمتابعة الحل السياسي لانهاء الأزمة السورية، لكنها تعتقد أن الخيار العسكري سيكون مؤثراً لدى استخدامه ضد الجماعات التي ترفض إلقاء السلاح".

Ad

جاء هذا الموقف قبيل استقبال شمخاني في طهران للمبعوث الخاص للرئيس الروسي لشؤون سورية ألكسندر لافرنيتف، الذي وصل إلى العاصمة الإيرانية لبحث التطورات عشية اجتماع تركي إيراني روسي في "أستانة".

وفي دمشق، مدد الرئيس السوري بشار الأسد أمس، العمل بمرسوم تشريعي يمنح العفو لحملة السلاح حتى نهاية يونيو المقبل. ووفق بيان نقلته وكالة الأنباء الحكومية (سانا)، فإن المرسوم يقضي بمنح عفو لكل من حمل السلاح وكان فاراً من وجه العدالة إذا بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه، وكل من بادر إلى تحرير المخطوف لديه بشكل آمن دون أي مقابل.

وعشية أول لقاء عمل لمجموعة العمليات المشتركة المنبثقة عن محادثات أستانة للتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار بسورية، عقدت "الهيئة العليا للمفاوضات" التابعة للمعارضة اجتماعاً في الرياض أمس، لبحث التحضير لمفاوضات "جنيف 4" المقررة في 20 فبراير.

ووفق مسؤول في ائتلاف المعارضة، فإن اجتماعات عقدت وتعقد في أنقرة والرياض لتشكيل وفد مفاوض موحد بالتنسيق مع الفصائل المسلحة، مؤكداً أنه لا يشمل الأكراد ووصفهم بالانفصاليين.

وككل جولات المفاوضات السابقة تعود عقدة تمثيل المعارضة، ففي حين لا يواجه الائتلاف مشكلات كبيرة بمن يمثله، يتمسك بعضها بأنه يمثل طيفاً من المعارضة، وتحظى رؤيته بدعم موسكو ورضا النظام.

ورغم أن قرار المشاركة في "جنيف 4" لم يتم اتخاذه بعد بسبب عدم تثبيت وقف إطلاق النار، تلقت هيئة المعارضة نصيحة بتوسيع وفدها، وإعطاء نصف المقاعد إلى الفصائل المسلحة إلى جانب إشراك شخصيات مما يعرف بمعارضة موسكو والقاهرة، والذهاب تحت اسم وفد المعارضة بدلاً عن اسم وفد الهيئة التفاوضية لتفادي الفيتو الروسي على الهيئة.

ووسط أنباء عن رغبة روسية- إيرانية بالفصل بين المسارين العسكري والسياسي وتشكيل عدة وفود تمثل الجميع وهو ما يرفضه الائتلاف تماماً ويهدد بمقاطعة المفاوضات في حال حدوثه، تشهد أستانة اجتماعاً لمجموعة العمليات، التي تضم ممثلين عن روسيا وإيران وتركيا، للتحقق من تنفيذ وقف إطلاق النار، بحضور خبراء من فريق المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا.

على الأرض، دارت عمليات كر وفر في ريف حلب الشمالي الشرقي استعاد خلالها تنظيم "داعش" استعاد بلدة بزاعة الواقعة إلى الشرق من مدينة الباب بعد ساعات من سيطرة فصائل الجيش الحر مدعومة بالقوات التركية عليها.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الأردني، أمس الأول، أنه شن غارات على مواقع "داعش" جنوب سورية مما أدى الى مقتل وجرح العديد من عناصره وتدمير مستودعات للذخيرة ومستودعاً لتعديل وتفخيخ الآليات، موضحاً أن بين الأماكن المستهدفة موقع عسكري كان يعود سابقاً للجيش السوري.