هل تكون «أكاديمية الدعاة» بوابة الأزهر إلى تجديد الخطاب الديني؟

نشر في 06-02-2017
آخر تحديث 06-02-2017 | 00:00
مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر
على وقع أزمة بين مؤسسة الرئاسة المصرية ومشيخة الأزهر، بسبب تباين الرؤى في عدد من الملفات الدينية، بدا أن مؤسسة الأزهر تسعى إلى احتواء الأزمة سريعاً، بالمضي قدماً في إحياء مشروع إنشاء أكاديمية لتدريب الدعاة على الوسطية والاعتدال، إذ تعتزم المؤسسة السنية الأولى في العالم إرسال مذكرة إلى رئاسة الجمهورية، لاستصدار قرار جمهوري بإنشاء "أكاديمية الأزهر لتدريب الدعاة والوعاظ"، لحصر من يتصدى للفتوى في خريجي الأكاديمية.

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، صرح أمام "لجنة الشؤون الدينية والأوقاف" في مجلس النواب، الخميس الماضي، أن الأزهر بصدد تقديم مقترح تأسيس الأكاديمية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال أيام، وأن الهدف منها هو تدريب الدعاة والوعاظ على الفتوى، وإصدار شهادات موثقة يتم بموجبها السماح لخريجي الأكاديمية العمل في مجال الفتوى والوعظ والإمامة، بشكل حصري، كاشفاً أن دراسة إنشاء الأكاديمية بدأ منذ 6 أشهر، وأن البدء في إنشائها ينتظر موافقة الرئيس.

كان السيسي، الذي تولى الحكم في يونيو 2014، طالب مؤسسة الأزهر الشريف، وإمامها الأكبر د. أحمد الطيب، أكثر من مرة بتجديد الخطاب الديني، كان آخرها الشهر الماضي، عندما وجَّه السيسي حديثه إلى الطيب فيما يشبه العتاب قائلاً: "تعبتني يا فضيلة الإمام"، مطالباً الأزهر بتقنين حالات الطلاق الشفوي، الأمر الذي واجهه الأزهر بالتجاهل، مفضِّلاً إلقاء ملف الأكاديمية في ملعب الرئاسة، كبادرة على تقبل المشيخة جزئياً "دعوات الإصلاح".

وكيل الأزهر الشريف، عباس شومان، قال إن "المشيخة قررت تأسيس الأكاديمية عقب مخاطبة الرئيس لشيخ الأزهر بضرورة تدريب الدعاة، وتجديد الخطاب الديني، وأنه تم التنسيق مع الجهات المختصة لإعداد مشروع إنشاء الأكاديمية، التي سيكون مقرها جامعة الأزهر"، وأضاف شومان: "ستهتم بإعادة تأهيل الدعاة الحاليين، وتدريب الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوي".

من جانبه، أكد عضو هيئة كبار العلماء، طه أبو كريشة، أن "فكرة إنشاء الأكاديمية جيدة جداً، لأنها ستعمل على إعداد كوادر دعوية تنشر صحيح الدين، وتقضي على الفكر المتطرف"، مشدداً على أنها ستساعد بقوة في تجديد الخطاب الديني الذي يدعو له السيسي. في المقابل، اعترض عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ومؤسس جبهة استقلال الأزهر، عبدالغني هندي، على فكرة الأكاديمية، قائلاً

لـ"الجريدة": "هي دليل واعتراف بفشل المؤسسة القديمة، والأجدى أن يتم تجديد الخطاب الديني داخل المؤسسة الأزهرية دون إنشاء هذه الأكاديمية".

back to top