كشف تقرير تقني متخصص اليوم عن زيادة كبيرة في عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدول العربية ليبلغ 39 بالمئة من اجمالي عدد السكان بنهاية عام 2016.

Ad

وذكر التقرير السنوي الصادر من كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية ان نسبة الزيادة في عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بلغت 10 بالمئة خلال العام الماضي مقارنة بعام 2015 ما يشير الى تغير واضح في طريقة تلقي المواطن العربي للاخبار والمعلومات.

واوضح التقرير ان استمرار نمو استخدام الإعلام الاجتماعي يرافقه زيادة ملحوظة في التأثيرات على الواقع الثقافي والعلاقة بين المجتمعات والحكومات في العالم العربي مشيرا الى تربع منطقة الخليج العربي على قمة الدول العربية الأكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي كونها حافظت على صدارتها في المراكز الخمسة الأولى التي شملها التقرير.

وأضاف أن هناك تنوعا كبيرا في شرائح المستخدمين العرب لوسائل التواصل الاجتماعي وانها لم تعد حكرا على فئة عمرية معينة او نخب اجتماعية بذاتها "ويتضح ذلك جليا في زيادة مستويات استخدام اللغة العربية على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة في الشرق الاوسط".

وأشار الى ان التدفق الكبير للبيانات عبر الاعلام الاجتماعي في العالم العربي بات يشكل ظاهرة جديرة بالدراسة خلال السنوات الأخيرة لما تعلبه من دور في تشكيل الرأي العام "ولذلك تتسارع مبادرات الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص لاستغلال البيانات الضخمة في تحديد التوجهات وصنع السياسات الخاصة بها".

ولفت الى ان هذا الاعلام يشكل ايضا دورا رئيسيا في ما يسمى بعصر (الثورة الصناعية الرابعة) في القطاع التنموي وحقبة "ما بعد الحقيقة" في صنع السياسات العامة والاتصال الحكومي بالاعتماد على تقنيات الذكاء الصناعي.

وعلى الصعيد ذاته اوضح التقرير أنه في الوقت الذي يتزايد فيه تأثير شبكات التواصل على جميع جوانب الحياة تبقى هناك مخاوف من غياب مشاركة نسائية فاعلة في هذا المجال "فخلال السنوات السبع الماضية بقي تمثيل المرأة متراجعا وهذا الأمر يعتبر حالة عامة عبر كل بلدان المنطقة".

واضاف ان الفجوة واضحة بين المستخدمين من الرجال والنساء في العالم العربي بمعدل أنثى واحدة مقابل كل اثنين من الذكور مؤكدا أنه "قد تترتب نتائج سلبية لعدم مشاركة فاعلة للمرأة على المساعي الحكومية لتحقيق مستويات أعلى للتنمية الاقتصادية وغيرها من المجالات الاجتماعية".

وتهدف سلسلة التقارير التكنولوجية التي تصدرها كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية إلى إبراز وتحليل اتجاهات استخدام منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي بهدف تحسين السياسات العامة الحكومية والحوكمة الرشيدة والاندماج الاجتماعي في المنطقة العربية.

يذكر ان كلية محمد بن راشد للادارة الحكومية هي مؤسسة بحثية وتعليمية تأسست عام 2005 برعاية من نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهدف التركيز على السياسات والإدارة العامة وتطويرها.