كيف سيتأثر سوق النفط بتنامي التوترات السياسية بين أميركا وإيران؟

نشر في 07-02-2017
آخر تحديث 07-02-2017 | 00:03
No Image Caption
تسببت التحذيرات الأميركية في إثارة تكهنات بفرض عقوبات جديدة على واحد من أكبر 10 منتجين للنفط في العالم.
حذر البيت الأبيض إيران بعدما أجرت تجربة لإطلاق صاروخ باليستي الأسبوع الماضي، لكن أسواق النفط لم تبد أي رد فعل إزاء هذه التحذيرات الموجهة لواحد مaن أكبر منتجي النفط في العالم.

ويوم الأربعاء الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك فلين إن إيران تعمل على زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أن بلاده حذرت طهران رسمياً، بحسب تقرير لـ"ماركيت ووتش".

آثار محدودة

وتسببت التحذيرات الأميركية في إثارة تكهنات بفرض عقوبات جديدة على واحد من أكبر 10 منتجين للنفط في العالم، فقط بعد عام من التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي تم بمقتضاه تخفيف العقوبات الدولية.

وأرجع محللون عدم تأثر أسعار النفط إلى استنباط المستثمرين بأن الخلاف بين واشنطن وطهران هو حرب كلامية أكثر من كونه بداية لمواجهة مباشرة من شأنها تعطيل إمدادات النفط في منطقة الخليج العربي.

لكن دونالد ترامب حذر إيران قائلا: كان ينبغي أن تكون طهران شاكرة لاتفاق الولايات المتحدة معها حيث كانت على حافة الانهيار إلى أن تدخلت أمريكا وساعدتها بالتوصل لهذا الاتفاق.

ورداً على تصريحات الرئيس الأميركي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن إجراء التجارب الصاروخية لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن.

التصعيد وسوق النفط

ونقلت وسائل إعلام محلية إيرانية عن أحد المستشارين البارزين للمرشد الأعلى للبلاد قوله: إنها ليست المرة الأولى التي تهدد فيها إيران من قبل شخص ساذج في الولايات المتحدة.

وقالت "رويترز" إن من المتوقع فرض عقوبات أميركية على عدة كيانات في إيران، لكن مصادر أكدت لوكالة الأنباء أن العقوبات المتوقعة لن تنتهك الاتفاق النووي المبرم مع طهران.. ومجدداً كان رد فعل السوق ضعيفا.

لكن وفقاً لمحللي "آر بي سي كابيتال ماركتس" فإن أسعار النفط قد تسلك مساراً صعودياً هذا العام مستفيدة من فرض عقوبات أميركية على إيران.

والتصعيد في المناورات العسكرية الإيرانية الاستفزازية يمكن أن يدفع الرئيس الأمريكي لرفض منح إيران شهادة فصلية إيجابية وهي شرط من أجل استمرار تعليق الكونجرس الأمريكي للعقوبات على قطاع الطاقة.

اما العقوبات المتوقعة ضد ثالث أكبر منتج في "أوبك" قد تطال شركات الطاقة الأجنبية العاملة في طهران والبلدان المستورة منها، وهو ما ينذر بكبح حصة كبيرة من الإمدادات الإيرانية ما يؤدي بطبيعة الحال لارتفاع الأسعار.

الأثر على السوق

في حين تبدو الاختبارات الصاروخية ليست انتهاكاً للاتفاق النووي، لكنها قد تكون مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي، والتي تدعو إيران لعدم ممارسة أي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية.

وتأتي توقعات "آر بي سي كابيتال ماركتس" تزامناً مع فرض "ترامب" حظراً على سفر مواطني عدة دول من بينها العراق وإيران وليبيا إلى الولايات المتحدة وهو ما قد يكون له انعكاس على سوق النفط، وهو القرار الذي علقه قاض في سياتل.

وفي العراق، قد تتأثر عمليات شركات النفط الأميركية إذا قرر البرلمان فرض قيود مماثلة على دخول المواطنين الأميركيين إلى البلاد، بينما الأثر الليبي على سوق النفط قد يكون محدوداً.

وإذا فرضت أي عقوبات على طهران بالفعل، فإن أثرها سيتجلى خلال النصف الثاني من العام الحالي، لكن في حال تراجع إنتاج إيران، فإن دول "أوبك" قد تتجه لتعويض هذا التراجع للحفاظ على مستوى إنتاجها.

رغم أن كبار مستوردي النفط الإيراني مثل الهند وتركيا وافقوا على العقوبات الأميركية في السابق، فمن المستبعد أن يحدث ذلك مجدداً.

الخلاف بين واشنطن وطهران حرب كلامية أكثر منه بداية لمواجهة مباشرة تعطل إمدادات النفط في المنطقة
back to top