هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، وسائل الإعلام الليبرالية المعادية له عبر حسابه على "تويتر"، قائلا إن "أي استطلاع سلبي يمثل أخبارا كاذبة مثل استطلاعات سي إن إن وإي بي سي وإن بي سي خلال الانتخابات الرئاسية. عذرا، الشعب يريد الأمن على الحدود وإجراءات تدقيق شديدة".

وأضاف ترامب أنه اتخذ قراره بحظر سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة استنادا إلى معلومات وتقارير، لافتا إلى أن بعض وسائل الإعلام المزيفة التي تريد التقليل من شأنه تردد الأكاذيب.

Ad

كما هاجم، القضاء الذي علق قراره، قائلا، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر" أمس الأول، "لا أصدق أن قاضياً سيعرض بلادنا للخطر. إذا حدث شيء فلوموه هو والنظام القضائي"، معلناً أنه أصدر أوامره لمسؤولي الحدود بإخضاع الوافدين إلى الولايات المتحدة لتفتيش دقيق للغاية.

وكانت محكمة الاستئناف الفدرالية قد رفضت يوم السبت، طلب إدارة ترامب إعادة العمل بحظر السفر الذي فرضه أخيراً. ويعني هذا أن قرار ترامب التنفيذي سيبقى معلقا، وسيسمح لحاملي التأشيرات، من العراق وسورية وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن، بدخول الولايات المتحدة حتى ينظر في القضية برمتها.

وانتقد ديمقراطيون وجمهوريون هجوم الرئيس على النظام القضائي في البلاد. وقال السيناتور الديمقراطي، باتريك ليهي، عضو اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، إن ترامب عازم على ما يبدو "على الإسراع في خلق أزمة دستورية".

في غضون ذلك، قال ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في المجلس: "من الأفضل تجنب توجيه النقد للقضاة بصورة فردية".

وصرح مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي، في لقاء تلفزيوني أن "الرئيس الأميركي له كامل الحق في انتقاد فرعي الحكومة".

وفي الطلب المقدم لمحكمة الاستئناف، قالت وزارة العدل إن القاضي جيمس روبارت بالغ في نقده من خلال التشكيك بالرئيس في قضية أمن قومي.

وأضافت أن حظر السفر لا ينطوي على تمييز ديني ولا يشكل انتهاكا للحق في حرية الدين، لأنه صدر بشأن عدد محدد من الدول.

ويشغل روبارت منصبه كقاضٍ فدرالي منذ عام 2004 بعدما رشّحه الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش.

من جهتها، حذرت ولايتا واشنطن ومينسوتا، أمس، في مذكرات قانونية مقدمة لمحكمة استئناف اتحادية من أن الفوضى ستكون مطلقة العنان إذا أعيد تطبيق حظر السفر الذي فرضه ترامب، مشيرة بشكل خاص إلى "تشتيت للأسر وتقطع السبل بالطلبة الجامعيين".

شركات عالمية

في شأن متصل، بعثت العديد من شركات التكنولوجيا برسالة إلى ترامب، أمس، لحث إدارته على الالتزام بمواصلة تغييرات مقترحة على حظر السفر.

وقالت مسودة الرسالة: "نرحب بالتغييرات التي أدخلتها إدارتكم في الأيام الأخيرة في الطريقة التي ستطبق بها وزارة الأمن الداخلي الأمر التنفيذي".

ومن بين هذه الشركات أبل وفيسبوك وغوغل المملوكة لشركة ألفابت وتويتر ومايكروسوفت وياهو.

من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، أن الرئاسة الروسية لا تعتبر إيران دولة إرهابية، وأنها ستواصل بناء العلاقات معها.

وتعقيباً على وصف ترامب لإيران بأنها "الدولة الإرهابية رقم واحد"، قال بيسكوف "نختلف مع هذه الفرضية".

وأضاف: "جميعكم يعرف أن روسيا لديها علاقات شراكة طيبة مع إيران وأننا نتعاون معها في عدد من القضايا. ونحن نشيد بعلاقاتنا في مجال التجارة والاقتصاد ونأمل في تطويرها".

وفي وقت لاحق أعلنت "نوفوستي" أن موسكو ستحاول التوسط بين إيران وواشنطن.

قاسمي

من ناحيته، وصف المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي مواقف الادارة الأميركية ضد بلاده على خلفية برنامجها الصاروخي بأنها "عدائية وغير ودية"، مضيفا أن "إيران ليست مستغربة من التهديدات ولا تأبه بها كثيرا".

وذكر قاسمي أن الحكومة الأميركية "لا تزال في مرحلة عدم استقرار"، وأن تصريحات ترامب "متضاربة". وقال: "ننتظر لنرى كيف ستتصرف هذه الحكومة في عدد من القضايا المختلفة على الساحة الدولية كي نقيم توجهها".

وقال المتحدث إن "تجربة إيران الصاروخية ليست رسالة للحكومة الأميركية الجديدة ولا توجد حاجة لاختبار السيد ترامب لأننا سمعنا آراءه بشأن قضايا مختلفة في الأيام الأخيرة... ونعرفه جيدا".\