نظم انفصاليو مقاطعة كاتالونيا الإسبانية تظاهرات حاشدة، أمس، بالتزامن مع بدء محاكمة الرئيس السابق للمقاطعة الغنية، آرتو ماس، بسبب تحديه الدولة الإسبانية بتنظيم استفتاء حول الانفصال عن مدريد في نوفمبر 2014.

وتظاهر عشرات الآلاف وهم يهتفون «ليسقط القضاء الإسباني» في برشلونة. ورافق المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو 40 ألفا، ماس واثنتين من أعضاء حكومته متهمتين معه، في مسيرة طويلة حتى مقر محكمة استئناف كاتالونيا، حيث تستمر المحاكمة حتى يوم الجمعة المقبل.

Ad

وقال ماس خلال استراحة في جلسة المحاكمة، إن «الديمقراطية هي التي تحاكم هنا وليس الاستقلال». وأضاف: «إنها المرة الأولى التي تحاكم فيها حكومة ديمقراطية لأنها سمحت للشعب بالتصويت».

ويتهم القضاء المسؤولين الثلاثة بتجاهل الدستور الإسباني والمحكمة الدستورية التي علقت في 4 نوفمبر 2014 الاقتراع، بعدما اعتبرته حكومة المحافظ ماريانو راخوي غير شرعي، لأنه يمس بمسألة وحدة إسبانيا التي يفترض أن يناقشها كل الإسبان.

لكن السلطة التنفيذية في كاتالونيا تجاهلت القرار، وجندت متطوعين لتنظم الاستفتاء عبر موقع للإنترنت، ووضعت في التصرف مدارس وثانويات، ووزعت بطاقات اقتراع. كما وضعت في التصرف 7 آلاف جهاز كمبيوتر محمول لبث النتائج واحتسابها.

وصباح التاسع من نوفمبر توجه الناخبون في كاتالونيا إلى مراكز الاقتراع الذي شارك فيه في نهاية المطاف 2.3 مليون من أصل 6 ملايين ناخب. وصوت 80 بالمئة منهم مع استقلال المنطقة.

وشكل الاستفتاء، الذي لا مفاعيل قانونية له، عرضا لقوة الانفصاليين الذين يتعهدون بإجراء استفتاء حقيقي مثل التصويت الذي جرى في اسكتلندا في 2014 بموعد أقصاه سبتمبر المقبل.

ويدعو الاتهام إلى الحكم على ماس بالمنع من ممارسة أي وظيفة عامة أو شغل منصب بالانتخاب لـ10 سنوات.