حذَّر خبراء في علم النفس من تنامي معدلات الجرائم الأسرية في مصر، إذ شهدت البلاد أخيراً زيادة ملحوظة في عدد جرائم العنف داخل البيوت، التي أودى بعضها بحياة فرد واحد، في حين انتهت حوادث أخرى بالقضاء على حياة كل أفراد الأسرة، مما أثار قلقاً من احتمالات تصاعد الظاهرة. أحدث هذه القضايا وقع الأربعاء الماضي في ضاحية الهرم بمحافظة الجيزة، حين قتل شاب (28 عاماً) والدته بـ20 طعنة، وتركها وسط بركة من الدماء وتوجه إلى المسجد ليتوضأ ويصلي! وعندما سألته "الجريدة" عن دوافع جريمته قال: "نفذت أمر الله.. كنت عاوزها تلبس النقاب وماتكلمش حد وتسيب شغلها لكنها ماسمعتش كلامي فقتلتها".

ولم تمض 48 ساعة على تلك الواقعة، حتى أقدم شاب آخر في منطقة المقطم على قتل والده رجل الأعمال، بأن أطلق خمس رصاصات عليه فأرداه قتيلاً. وقال الجاني لـ"الجريدة" إن "والدي كان قاسياً وأهان والدتي وعندما طلبت منه الطلاق هددها بنشر فديوهات تجمعهما على شبكة الإنترنت وتظهر فيها عارية، صورها لها دون علمها". الوقائع مختلفة وغريبة الدوافع وطرق القتل بشعة وصدمت الشارع المصري، وخاصة أن القتل بنيران صديقة، فسنة 2017 بدأت بموظف قتل والدته التي تعدت السبعين عاماً في منطقة الدرب الأحمر، لأنه أراد أن يأخذ معاشها عنوة، ويستمر عرض الجرائم الأسرية خلال يناير من العام نفسه، التي كان أبشعها قاتل أسرته كاملة في محافظة قنا بصعيد مصر، الذي أقدم بدم بارد على قتل زوجته وشقيقته وأبنائه الخمسة، زاعماً أن الجن أمره بذلك!

Ad

كما أنهى عاطل في ضاحية عين شمس بالقاهرة حياة خالته ذبحاً بعدما رفضت إقراضه أموالاً، وألقت الشرطة القبض على عاطل آخر في المنطقة ذاتها لذبحه خاله بقطعة زجاج داخل شقته بسبب خلاف على الميراث. أستاذة علم النفس في جامعة الزقازيق، نيفين القاضي، قالت إن "الضغوط المادية والاقتصادية تمثل عاملاً أساسياً وراء ارتكاب مثل هذه الجرائم"، معتبرة أن "سبب قتل أحد لأفراد أسرته لا يكون بدافع الانتقام بل لأنه يريد، وفق فهمه، الخلاص وتخليصهم في لحظة ضعف تنتابه وقد ينتحر بعدها".

واعتبر أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة، أحمد كمال، أن جرائم القتل داخل الأسرة هي الأكثر بشاعة، قائلاً إن مرتكبيها عادة مرضى نفسيون يعانون الشك والارتياب، ويكون المرض كامناً داخلهم وليس وليد لحظة ارتكاب الجريمة.